تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٩ - الصفحة ٤٦
كلام الله) *) قرأ حمزة والكسائي (كلم الله) بغير (ألف)، وغيرهم (كلام الله)، واختاره أبو عبيد وأبو حاتم، قال الفراء: الكلام مصدر، والكلم جمع الكلمة، ومعنى الآية يريدون أن يغيروا وعد الله الذي وعد أهل الحديبية، وذلك أن الله تعالى جعل غنائم خيبر لهم عوضا من غنائم أهل مكة، إذا انصرفوا عنهم على صلح، ولم يصيبوا منهم شيئا، وقال ابن زيد: هو قوله تعالى: " * (فاستأذنوك للخروج فقل لن تخرجوا معي أبدا ولن تقاتلوا معي عدوا) *). والقول الأول أصوب، وإلى الحق أقرب، لأن عليه عامة أهل التأويل، وهو أشبه بظاهر التنزيل لأن قوله: " * (فقل لن تخرجوا معي أبدا) *) نزلت في غزوة تبوك. " * (قل لن تتبعونا) *) إلى خيبر. " * (كذلكم قال الله من قبل) *) أي من قبل مرجعنا إليكم: إن غنيمة خيبر لمن شهد الحديبية، ليس لغيرهم فيها نصيب.
" * (فسيقولون بل تحسدوننا) *) أن نصيب معكم من الغنائم. " * (بل كانوا لا يفقهون إلا قليلا قل للمخلفين من الاعراب ستدعون إلى قوم أولي بأس شديد) *) قال ابن عباس، وعطاء بن أبي رباح، وعطاء الخراساني، وعبد الرحمن بن أبي ليلى، ومجاهد: هم فارس. كعب: الروم. الحسن: فارس، والروم. عكرمة: هوازن. سعيد بن جبير: هوازن، وثقيف. قتادة: هوازن وغطفان يوم حنين. الزهري، ومقاتل: بنو حنيفة أهل اليمامة، أصحاب مسيلمة الكذاب.
قال رافع بن جريج: والله لقد كنا نقرأ هذه الآية فيما مضى " * (ستدعون إلى قوم أولي بأس شديد) *) فلا نعلم من هم حتى دعا أبو بكر ح إلى قتال بني حنيفة، فعلمنا أنهم هم، وقال أبو هريرة: لم تأت هذه الآية بعد.
" * (تقاتلونهم أو يسلمون) *) قرأ العامة يسالمون في محل الرفع عطفا على قوله: " * (تقاتلونهم) *)، وفي حرف أبي (أو يسلموا) بمعنى حتى يسلموا، كقول امرئ القيس: أو يموت فنعذرا.
" * (فإن تطيعوا يؤتكم الله أجرا حسنا وإن تتولوا كما توليتم من قبل) *) يعني عام الحديبية " * (يعذبكم عذابا أليما) *) وهو النار. قال ابن عباس: فلما نزلت هذه الآية قال أهل الزمانة: فكيف بنا رسول الله؟ فأنزل الله سبحانه وتعالى: " * (ليس على الاعمى حرج) *) في التخلف عن الجهاد، والقعود عن الغزو.
" * (ولا على الاعرج حرج ولا على المريض حرج) *) في ذلك. " * (ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها الانهار ومن يتول يعذبه عذابا أليما) *) قرأ أهل المدينة والشام (يدخله) (ويعذبه) فيهما (بالنون) فيهما وقرأ الباقون (بالياء) فيهما، واختاره أبو عبيد وأبو حاتم، قالا: لذكر الله تعالى قبل ذلك
(٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 ... » »»