تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٩ - الصفحة ٤٩
رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أخذوا مساحيهم، وفؤوسهم، وغدوا على حرثهم، وقالوا: محمد والخميس. فقال رسول الله: (الله أكبر هلكت خيبر، إنا إذا نزلنا ساحة قوم فساء صباح المنذرين). ثم نكصوا، فرجعوا إلى حصونهم.
أخبرنا عبيد الله بن محمد بن عبد الله بن محمد، حدثنا أبو العباس السراج، حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا حاتم بن إسماعيل، عن يزيد بن أبي عبيد، عن سلمة بن الأكوع.
وأخبرنا عبيد الله بن محمد، أخبرنا أبو العباس السراج، حدثنا أحمد بن يوسف السلمي، حدثنا النضر بن محمد، حدثنا عكرمة بن عمار، حدثنا سلمة بن الأكوع، عن أبيه، قال: وحدثت عن محمد بن جرير، عن محمد بن حميد، عن سلمة، عن ابن إسحاق، عن رحالة، قال: وعن ابن جرير، حدثنا ابن بشار، حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا عوف، عن ميمون أبي عبد الله، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه، دخل حديث بعضهم في بعض، قالوا: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى خيبر يسير بنا ليلا، وعامر بن الأكوع معنا، فقال رجل من القوم لعامر بن الأكوع: ألا تسمعنا من هينهاتك؟ وكان عامر شاعرا فنزل يحدو بالقوم وهو يرجز لهم:
اللهم لولا أنت ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا ان الذين هم بغوا علينا ونحن عن فضلك ما استغنينا فاغفر فداء لك ما اقتفينا وثبت الأقدام إن لاقينا وألقين سكينة علينا إنا إذا صيح بنا أتينا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من هذا؟). قالوا: عامر بن الأكوع. فقال: (غفر لك ربك). فقال رجل من القوم: وجبت يا نبي الله، لو أمتعتنا به. وذلك أن رسول الله (عليه السلام) ما استغفر قط لرجل يخصه إلا استشهد. قالوا: فلما قدمنا خيبر وتصاف القوم، خرج يهودي، فبرز إليه عامر، وقال:
قد علمت خيبر إني عامر شاك السلاح بطل مغامر فاختلفا ضربتين، فوقع سيف اليهودي في ترس عامر، ووقع سيف عامر عليه، وأصاب ركبة نفسه، وساقه، فمات منها، قال سلمة بن الأكوع: فمررت على نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
(٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 ... » »»