الشعبي في قوله: " * (إنا فتحنا لك فتحا مبينا) *) قال: فتح الحديبية، غفر له ما تقدم من ذنبه، وما تأخر، وأطعموا نخل خيبر، وبلغ الهدي محله، وظهرت الروم على فارس، وفرح المؤمنون بظهور أهل الكتاب على المجوس.
وقال مقاتل بن حيان: يسرنا لك يسرا بينا، وقال مقاتل بن سليمان: لما نزل قوله: " * (ما أدري ما يفعل بي ولا بكم) *) فرح بذلك المشركون، والمنافقون، وقالوا: كيف نتبع رجلا لا يدري ما يفعل به وبأصحابه، ما أمرنا وأمره إلا واحد، فأنزل الله تعالى بعدما رجع من الحديبية " * (إنا فتحنا لك فتحا مبينا) *) أي قضينا لك قضاء بينا.
" * (ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر) *) فنسخت هذه الآية تلك الآية، وقال صلى الله عليه وسلم (لقد نزلت علي آية ما يسرني بها حمر النعم).
وقال الضحاك: " * (إنا فتحنا لك فتحا مبينا) *) بغير قتال، وكان الصلح من الفتح، وقال الحسن: فتح الله عليه بالإسلام.
" * (ليغفر لك الله) *) قال أبو حاتم: هذه (لام) القسم، لما حذفت (النون) من فعله كسرت اللام ونصب فعلها بسببها بلام كي، وقال الحسين بن الفضيل: هو مردود إلى قوله: * (واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات) * * (ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر) *) * * (وليدخل المؤمنين والمؤمنات جنات تجري) *) وقال محمد بن جرير: هو راجع إلى قوله: " * (إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا فسبح بحمد ربك واستغفره) *) * * (ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك) *) قبل الرسالة " * (وما تأخر) *) إلى وقت نزول هذه السورة.
أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن عبد الله الحافظ، حدثنا أبو عمرو عثمان بن عمر ابن حقيف الدراج، حدثنا حامد بن شعيب، حدثنا شريح بن يونس، حدثنا محمد بن حميد، عن سفيان الثوري " * (ما تقدم من ذنبك) *) ما عملت في الجاهلية " * (وما تأخر) *) كل شيء لم تعمله.
وقال عطاء بن أبي مسلم الخرساني: " * (ما تقدم من ذنبك) *) يعني ذنب أبويك آدم وحواء ببركتك " * (وما تأخر) *) ديوان أمتك بدعوتك. سمعت الطرازي يقول: سمعت أبا القاسم النصر آبادي يقول: سمعت أبا علي الرودباري بمصر يقول: في قول الله تعالى: " * (ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر) *)، قال: لو كان لك ذنب قديم أو حديث لغفرناه.
" * (ويتم نعمته عليك ويهديك صراطا مستقيما) *) أي ويثبتك عليه، وقيل: يهدي بك.