" * (كذبت ثمود المرسلين إذ قال لهم أخوهم صالح ألا تتقون إني لكم رسول أمين فاتقوا الله وأطيعون وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين أتتركون في ما ههنا) *) أي في الدنيا " * (آمنين في جنات وعيون وزروع ونخل طلعها) *) ثمرها " * (هضيم) *).
قال ابن عباس: لطيف ما دام في كفراه، ومنه قيل: هضيم الكشح إذا كان لطيفا، وهضم الطعام إذا لطف واستحال إلى شكله، عطية عنه: يانع نضيج، قتادة وعكرمة: الرطب اللين، الحسن: رخو.
وأخبرني ابن فنجويه قال: حدثنا ابن شبنة قال: حدثنا ابن ماهان قال: حدثنا الطنافسي قال: حدثنا وكيع عن سلام عن أبي إسحاق عن أبي العلاء، طلعها هضيم قال: مذنب، مجاهد: متهشم متفتت وذلك حين يطلع يفيض عليه فيهضمه، وهو ما دام رطبا فهو هضيم فإذا يبس فهو هشيم، أبو العالية: يهشهش في الفم. الضحاك ومقاتل: متراكم ركب بعضه بعضا حتى هضم بعضه بعضا، وأصله من الكسر.
" * (وتنحتون من الجبال بيوتا فارهين) *) قرأ أهل الشام والكوفة فارهين بالألف، وهي قراءة أصحاب عبد الله واختيار أبي عبيد أي حاذقين بتخيرها.
وقال عطية وعبد الله بن شداد: متخيرين لمواضع نحتها، وقرأ الباقون: فرهين بغير ألف وهو اختيار أبي حاتم. واختلفوا في معناه فقال ابن عباس: أشرين، الضحاك: كيسين، قتادة: معجبين بصنعكم، مجاهد: شرهين، عكرمة: ناعمين، السدي: متحيرين، ابن زيد: أقوياء، الكسائي: بطرين، أبو عبيدة: فرحين، الأخفش: فرحين، والعرب تعاقب بين الحاء والهاء مثل: مدحته ومدهته، ويجوز أن يكون فرهين وفارهين بمعنى واحد مثل قوله " * (عظاما نخرة) *) وناخرة، ونحوها.
" * (فاتقوا الله وأطيعون ولا تطيعوا أمر المسرفين) *) المشركين " * (الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون قالوا انما أنت من المسحرين) *) أي المسحورين المخدوعين عن مجاهد وقتادة.
وقال الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس: من المعللين بالطعام والشراب، وأنشد الكلبي قول لبيد:
فإن تسألينا فيم نحن فإننا عصافير من هذا الأنام المسحر وقال آخر:
ويسحر بالطعام وبالشراب