تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٧ - الصفحة ١٨١
وحتى رأينا أحسن الود بيننا مساكنة لا يقرف الشر قارف ينشد رفعا وجزما، ومن الجزم قول الراجز:
لطال ما حلأتماها لا ترد فخلياها والسجال تبترد " * (حتى يروا العذاب الأليم فيأتيهم) *) قراءة العامة بالياء يعنون العذاب.
أخبرني ابن فنجويه قال: حدثنا ابن حنش قال: أخبرنا أبو العباس عبد الرحمن بن محمد ابن حماد الطهراني قال: أخبرنا أبو زكريا يحيى بن الفضل الحرمي قال: حدثنا وهب بن عمرو النمري قال: أخبرنا هارون بن موسى العتكي قال: حدثنا الحسام عن الحسن أنه قرأ " * (فيأتيهم بغتة) *) بالتاء فقال له رجل: يا أبا سعيد إنما يأتيهم العذاب بغتة فانتهره الحسن وقال: إنما هي الساعة.
" * (وهم لا يشعرون فيقولوا هل نحن منظرون) *).
قال مقاتل: فقال المشركون: يا محمد إلى متى توعدنا بالعذاب؟ فأنزل الله عز وجل " * (أفبعذابنا يستعجلون أفرأيت إن متعناهم سنين) *) في الدنيا ولم نهلكهم " * ( ثم جاءهم ما كانوا يوعدون) *) يعني العذاب " * (ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون وما أهلكنا من قرية إلا لها منذرون) *) رسل ينذرونهم " * (ذكرى) *) أي ينذرونهم تذكرة محلها نصب، وقيل رفع أي تلك ذكرى.
" * (وما كنا ظالمين) *) في تعذيبهم حيث قدمنا الحجة عليهم وأعذرنا إليهم.
" * (وما تنزلت به الشياطين) *) بل نزل به الروح الأمين، وقراءة العامة الشياطين بالياء في جميع القرآن لأن نونه سنخية وهجاؤه واحد كالدهاقين والبساتين.
وقرأ الحسن البصري ومحمد بن السميدح اليماني: الشياطون بالواو وقال الفراء: غلط الشيخ يعني الحسن فقيل: ذلك النضر بن شميل فقيل: إن جاز أن يحتج بقول العجاج ورؤبة ودونهما فهلا جاز أن يحتج بقول الحسن وصاحبه؟ مع إنا نعلم أنهما لم يقرآ ذلك إلاوقد سمعا فيه.
وقال المؤرخ: إن كان اشتقاق الشياطين من شاط يشيط كان لقراءتهما وجه.
وأخبرني عمر بن شبه قال: سمعت أبا عبيد يقول: لم نعب على الحسن في قراءته إلا قوله: وما تنزلت به الشياطون.
وبإسناده عن عمر بن شبه قال: حدثنا أبو حرب البابي من ولد باب قال: جاء أعرابي إلى
(١٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 ... » »»