تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٧ - الصفحة ١٧٨
2 (* (كذب أصحاب لئيكة المرسلين * إذ قال لهم شعيب ألا تتقون * إنى لكم رسول أمين * فاتقوا الله وأطيعون * ومآ أسألكم عليه من أجر إن أجرى إلا على رب العالمين * أوفوا الكيل ولا تكونوا من المخسرين * وزنوا بالقسطاس المستقيم * ولا تبخسوا الناس أشيآءهم ولا تعثوا فى الارض مفسدين * واتقوا الذى خلقكم والجبلة الاولين * قالوا إنمآ أنت من المسحرين * ومآ أنت إلا بشر مثلنا وإن نظنك لمن الكاذبين * فأسقط علينا كسفا من السمآء إن كنت من الصادقين * قال ربىأعلم بما تعملون * فكذبوه فأخذهم عذاب يوم الظلة إنه كان عذاب يوم عظيم * إن في ذلك لاية وما كان أكثرهم مؤمنين) *) 2 " * (كذبت أصحاب الأيكة) *) الغيضة وهم قوم شعيب والليكة والأيكة لغتان قرئتا جميعا " * (المرسلين) *).
قال أبو زيد: بعث الله سبحانه شعيبا إلى قومه وأهل مدين وإلى أهل البادية وهم أصحاب الأيكة.
" * (إذ قال لهم شعيب ألا تتقون) *) ولم يقل أخوهم شعيب لأنه لم يكن من أصحاب الأيكة في النسب، فلما ذكر مدين قال: " * (أخاهم شعيبا) *) لأنه كان منهم.
" * (إني لكم رسول أمين فاتقوا الله وأطيعون وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين) *) وإنما دعوة هؤلاء الأنبياء كلهم فيما حكى الله سبحانه عنهم على صيغة واحدة للإخبار بأن الحق الذي يدعون إليه واحد، وأنهم متفقون على الأمر بالتقوى والطاعة والإخلاص في العبادة والامتناع من أخذ الأجر على الدعوة وتبليغ الرسالة.
" * (أوفوا الكيل ولا تكونوا من المخسرين) *) الناقصين للكيل والوزن.
" * (وزنوا بالقسطاس المستقيم ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين واتقوا الذي خلقكم والجبلة) *) الخليقة " * (الأولين) *). والجبل: الخلق، قال الشاعر:
والموت أعظم حادث مما يمر على الجبلة " * (قالوا إنما أنت من المسحرين وما أنت إلا بشر مثلنا وإن نظنك لمن الكاذبين فأسقط علينا كسفا من السماء إن كنت من الصادقين قال ربي أعلم بما تعملون) *) وهو مجازيكم به وما علي إلاالدعوة.
" * (فكذبوه فأخذهم عذاب يوم الظلة) *) وذلك أن الله سبحانه حبس عنهم الريح سبعة أيام
(١٧٨)
مفاتيح البحث: الكذب، التكذيب (2)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 ... » »»