تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٧ - الصفحة ١٦٥
فرقون متيقظون، وقال الفراء: كأن الحاذر الذي يحذرك، والحذر المخلوق حذر ألا يلقاه إلا حذرا، والحذر اجتناب الشيء خوفا منه.
وقرأ شميط بن عجلان: حادرون بالدال غير معجمة، قال الفراء: يعني عظاما من كثرة الأسلحة، ومنه قيل للعين العظيمة: حدرة وللمتورم: حادر. قال امرؤ القيس:
وعين لها حدرة بدرة وسقت مآقيها من أخر " * (فأخرجناهم من جنات وعيون وكنوز) *) قال مجاهد: سماها كنوزا لأنها لم تنفق في طاعة الله سبحانه " * (ومقام كريم) *) ومجلس حسن " * (كذلك) *) كما وصفنا " * (وأورثناها) *) بهلاكهم " * (بني إسرائيل فأتبعوهم مشرقين) *) فلحقوهم في وقت إشراق الشمس وهو إضاءتها " * (فلما تراءى الجمعان) *) أي تقابلا بحيث يرى كل فريق منهما صاحبه، وكسر يحيى والأعمش وحمزة وخلف الراء تراءى الباقون بالفتح.
" * (قال أصحاب موسى إنا لمدركون) *) لملحقون، وقرأ الأعرج وعبيد بن عمير لمدركون بتشديد الدال والاختيار قراءة العامة كقوله " * (حتى إذا أدركه الغرق) *).
" * (قال) *) موسى ثقة بوعد الله " * (كلا) *) لا يدركونكم " * (إن معي ربي سيهدين) *) طريق النجاة " * (فأوحينا إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر) *).
أخبرني الحسين بن محمد بن الحسين الضنجوي قال: أخبرنا محمد بن الحسين بن علي اليقطيني قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله العقيلي قال: حدثنا صفوان بن صالح قال: حدثنا الوليد قال: حدثني محمد بن حمزة وعبد الله بن سلام أن موسى لما انتهى إلى البحر قال: يا من قبل كل شيء، والمكون لكل شيء، والكائن بعد كل شيء، اجعل لنا مخرجا، فأوحى الله سبحانه أن اضرب بعصاك البحر " * (فانفلق) *) فانشق " * (فكان كل فرق) *) فرقة أي قطعة من الماء " * (كالطود العظيم) *) كالجبل الضخم.
قال ابن جريج وغيره: لما انتهى موسى إلى البحر هاجت الريح، والبحر يرمي موجا مثل الجبال فقال له يوشع: يا مكلم الله أين أمرت فقد غشينا فرعون، والبحر أمامنا؟ قال موسى: ههنا فخاض يوشع الماء وحار البحر يتوارى حتى أقر دابته الماء، وقال الذي يكتم إيمانه: يا مكلم الله أين أمرت؟ قال: ههنا فكبح فرسه بلجامه حتى طار الزبد من شدقته، ثم أقحمه البحر فارتسب الماء، وذهب القوم يصنعون مثل ذلك فلم يقدرو، فجعل موسى لا يدري كيف يصنع
(١٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 ... » »»