تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٥ - الصفحة ٢٥٧
بصره بعد العمى والقوة بعد الضعف والشباب بعد الهرم والسرور بعد الحزن.
" * (قال ألم أقل لكم إني أعلم من الله ما لا تعلمون) *) من حياة يوسف وأن الله يجمع بيننا " * (قالوا) *) بعد ذلك " * (يا أبانا استغفر لنا ذنوبنا إنا كنا خاطئين) *) مذنبين.
" * (قال) *) يعقوب (عليه السلام): " * (سوف أستغفر لكم ربي) *) في صلاة الليل، قال أكثر المفسرين: أخره من الليل إلى السحر، وذلك أن الدعاء بالأسحار لا يحجب عن الله، فلما انتهى يعقوب إلى الموعد تقدم إلى الصلاة بالسحر، فلما فرغ منها رفع يده إلى الله تعالى: اللهم اغفر لي حزني على يوسف وقلة صبري عنه، واغفر لولدي ما أتوا على يوسف، فأوحى الله إليه: إني قد غفرت لك ولهم أجمعين.
قال محارب بن دثار: كان عم لي يأتي المسجد، قال: فمررت بدار عبد الله بن مسعود فسمعته يقول: اللهم إنك دعوتني فأجبت وأمرتني فأطعت فهذا سحر فاغفر لي. فسألته عن ذلك فقال: إن يعقوب أخر استغفار بنيه إلى السحر بقوله: سوف أستغفر لكم ربي.
عكرمة عن ابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (سوف أستغفر لكم ربي، يقول: حتى يأتي يوم الجمعة).
قال وهب: كان يستغفر لهم كل ليلة جمعة في نيف وعشرين سنة، وقال طاووس: أخر إلى السحر من ليلة الجمعة فوافق ذلك ليلة عاشوراء.
عن أبي سلمة عن عطاء الخراساني قال: طلب الحوائج إلى الشاب أسهل منها في الشيوخ، ألا ترى إلى قول يوسف لإخوته: لا تثريب عليكم اليوم، وقول يعقوب (عليه السلام): سوف أستغفر لكم ربي.
أبو الحسن الملاني الشعبي: قال: سوف أستغفر لكم ربي، قال: أسأل يوسف إن عفا عنكم استغفر لكم ربي " * (إنه هو الغفور الرحيم) *) روي أن يعقوب (عليه السلام) قال للبشير لما أخبره بحياة يوسف، قال: كيف تركت يوسف؟ قال: إنه ملك مصر، فقال يعقوب: ما أصنع بالملك؟ على أي دين تركته؟ قال: على دين الإسلام. فقال يعقوب: الآن تمت النعمة.
وقال الثوري: لما التقى يعقوب ويوسف (عليهما السلام) عانق كل واحد منهما صاحبه وبكيا، فقال يوسف: يا أبة بكيت علي حتى ذهب بصرك، ألم تعلم أن القيامة تجمعنا؟ قال: بلى بني، ولكن خشيت أن تسلب دينك، فيحال بيني وبينك.
(٢٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 252 253 254 255 256 257 258 259 260 261 262 ... » »»