تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٥ - الصفحة ٢٥٤
لمخطئين، مذنبين، يقال: خطئ، يخطأ، خطأ وخطأ وأخطأ إذا أذنب، قال أمية بن الأكسر:
وإن مهاجرين تكنفاه لعمر الله قد خطئا وخابا وقيل لابن عباس: كيف قالوا: إنا كنا خاطئين وقد تعمدوا لذلك؟ فقال: أخطأوا الحق وإن تعمدوا، وكل من أتى ذنبا كذلك يخطئ المنهاج الذي عليه من الحق حتى يقع في الشبهة والمعصية ف " * (قال) *) يوسف وكان حليما موفقا: " * (لا تثريب عليكم اليوم) *) لا تعيير ولا تأنيب عليكم، ولا أذكر لكم ذنبكم بعد اليوم، وأصل التثريب: الإفساد، وهي لغة أهل الحجاز، ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم (إذا زنت أمة أحدكم فليجلدها الحد ولا يثرب عليها) أي لا يعيرها، ثم دعا لهم يوسف وقال: " * (يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين) *).
عطاء عن ابن عباس قال: أخذ النبي صلى الله عليه وسلم بعضادتي الباب يوم فتح مكة وقد لاذ الناس بالبيت، وقال: (الحمد لله الذي صدق وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده) ثم قال: (ما تظنون؟) قالوا: نظن خيرا، أخ كريم وابن أخ كريم وقد قدرت، قال: (وأنا أقول كما قال أخي يوسف: لا تثريب عليكم اليوم).
قال السدي وغيره: فلما عرفهم يوسف نفسه سألهم عن أبيه، فقال: ما فعل؟ قالوا: ذهبت عيناه، فأعطاهم قميصه وقال لهم: " * (اذهبوا بقميصي هذا فألقوه على وجه أبي يأت بصيرا) *) يعود مبصرا، لأنه كان دعاء. قال الضحاك: كان ذلك القميص من نسج الجنة، روى السدي عن أبيه عن مجاهد عن هذه الآية قال: كان يوسف أعلم بالله عز وجل من أن يعلم أن قميصه يرد على يعقوب بصره، ولكن ذلك قميص إبراهيم الذي ألبسه الله عز وجل في النار من حرير الجنة، وكان كساه إسحاق، وكان إسحاق كساه يعقوب وكان يعقوب، أدرج القميص وجعله في قصبة وعلقه في عنق يوسف لما كان يخاف عليه من العين، ثم أمره جبرئيل (عليه السلام) أن أرسل بقميصك فإن فيه ريح الجنة لا يقع على مبتل ولا سقيم إلا صح وعوفي.
" * (وأتوني بأهلكم أجمعين) *)) .
* (ولما فصلت العير قال أبوهم إنى لأجد ريح يوسف لولا أن تفندون * قالوا تالله إنك لفى ضلالك القديم * فلمآ أن جآء البشير ألقاه على وجهه فارتد بصيرا قال ألم أقل لكم إنى صلى الله عليه وسلم
(٢٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 249 250 251 252 253 254 255 256 257 258 259 ... » »»