تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٥ - الصفحة ٢٤٦
" * (ارجعوا إلى أبيكم) *) يقوله الآخر في المحتبس بمصر لإخوته " * (فقولوا يا أبانا إن ابنك) *) بنيامين " * (سرق) *) الصواع، وقرأ ابن عباس والضحاك: سرق بضم السين وكسر الراء وتشديده على وجه ما لم يسم فاعله، يعني أنه نسب إلى السرقة مثل: خونته وفجرته (....) أي نسبته إلى هذه الخلال.
" * (وما شهدنا إلا بما علمنا) *) يعني ما كانت منا شهادة في عمرنا على شيء إلا بما علمنا وليست هذه شهادة منا إنما هو خبر عن صنيع ابنك بزعمهم، وقال ابن إسحاق: معناه: وما قلنا: إنه سرق إلا بما علمنا، قال: وكان الحكم عند الأنبياء يعقوب وبنيه أن يسترق السارق بسرقته.
" * (وما كنا للغيب حافظين) *) قال مجاهد وقتادة: ما كنا نعلم أن ابنك يسرق ويصير أمرنا إلى هذا، فلو علمنا ذلك ما ذهبنا به معنا، وإنما قلنا ونحفظ أخانا مما لنا إلى حفظه منه سبيل، وقال جويبر عن الضحاك عن ابن عباس يعنون: أنه سرق ليلا وهم نيام والغيب هو الليل بلغة حمير، وقال ابن عباس: لم نعلم ما كان يعمل في ليله ونهاره ومجيئه وذهابه، عكرمة " * (وما كنا للغيب حافظين) *) لعلها دست بالليل في رحله.
وقيل معناه: قد أخذت السرقه من رحله ونحن ننظر إليه، ولا علم لنا بالغيب فلعلهم سرقوه ولم يسرق، وهذا معنى قول أبي إسحاق، وقال ابن كيسان: لم نعلم أنك تنصاب كما أصبت بيوسف، ولو علمنا ذلك لم (نأخذ) فتاك ولم نذهب به.
" * (وسئل القرية التي كنا فيها) *) يعني أهل القرية وهي مصر، ابن عباس: قرية من قرى مصر.
" * (والعير التي أقبلنا فيها) *) يعني القافلة التي كنا فيها وكان معهم قوم من كنعان من جيران يعقوب (عليه السلام)، قال ابن إسحاق: قد عرف الأخ المحتبس بمصر أن إخوته أهل تهمة عند أبيهم لما صنعوا في أمره فأمرهم أن يقولوا هذا الاسم، " * (وإنا لصادقون قال بل سولت) *) في الآية اختصار معناها، فرجعوا إلى أبيهم وقالوا له ذلك، فقال: بل سولت أي زينت " * (لكم أنفسكم أمرا) *) أردتموه " * (فصبر جميل عسى الله أن يأتيني بهم جميعا) *) يوسف وبنيامين وأخيهما المقيم بمصر " * (إنه هو العليم) *) بحزني ووجدي على فقدهم " * (الحكيم) *) في تدبير خلقه.
(* (وتولى عنهم وقال ياأسفا على يوسف وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم * قالوا تالله تفتأ تذكر يوسف حتى تكون حرضا أو تكون من الهالكين * قال إنمآ أشكو بثى وحزنى إلى الله وأعلم من الله ما لا تعلمون * يابنى اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه ولا تايئسوا من روح الله إنه لا يايئس من روح الله إلا القوم الكافرون * فلما دخلوا عليه قالوا ياأيها
(٢٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 241 242 243 244 245 246 247 248 249 250 251 ... » »»