تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٥ - الصفحة ٢٦٢
" * (ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك) *) والخطاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم " * (وما كنت لديهم) *) وما كنت يا محمد عند أولاد يعقوب " * (إذ أجمعوا أمرهم) *) أي تعاهدوا على إلقاء يوسف في غيابة الجب، " * (وهم يمكرون) *) بيوسف، " * (وما أكثر الناس ولو حرصت) *) على إيمانهم " * (بمؤمنين وما تسألهم عليه) *) أي على تبليغ الرسالة والدعاء إلى الله " * (من أجر) *): جعل و جزاء " * (إن هو) *) يعني القرآن والوحي " * (إلا ذكر) *): عظة وتذكير " * (للعالمين وكأين من آية) *) وكم قول فيه عظة وعبرة ودلالة " * (في السموات والارض يمرون عليها وهم عنها معرضون) *) لا يتفكرون فيها ولا يعتبرون بها.
الحرث بن قدامة عن عكرمة أنه قرأ: والأرض يمرون عليها رفعا، عن محمد بن عمر قال: سمعت عمرو بن وائل يقرأ: " * (وكأين من آية في السماوات) *) قطعا، " * (والأرض يمرون عليها) *) رفعا، أبو حمزة الثمالي عن السدي: أنه قرأ والأرض يمرون عليها نصبا، وقرأ: يمرون على الأرض، وعن ابن مجاهد قال: حدثنا إسحاق الحربي أبو حذيفة، حدثنا سفيان قال: وقرأ عبد الله: " * (وكأين من آية في السماوات والأض يمشون عليها) *).
" * (وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون) *) عكرمة في قول الله تعالى: " * (وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون) *) قال: من إيمانهم إذا سئلوا: من خلق السماوات والأرض؟ قالوا: الله، وإذا سئلوا من نزل القطر؟ قالوا: الله، ثم هم يشركون، وروى جابر عن عكرمة وعامر، في قوله تعالى: " * (وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون) *) قالا: يؤمنون بالله أنه ربهم وهو خالقهم ويشركون من دونه، وهذا قول أكثر المفسرين.
وروى بن جبير عن الضحاك عن ابن عباس قال: نزلت هذه الآية في تلبية مشركي العرب وكانوا يقولون في تلبيتهم: لبيك لا شريك لك إلا شريك هو لك، تملكه وما ملك، وكان فيها يخزونك من تلبي: فأجب يا الله لولا أن بكرا دونك بني غطفان وهم يلونك، ينزل الناس ويخزونك، ما زال منا غنجا يأتونك، وكانت تلبية حرمهم: خرجنا عبادك الناس طرف وهم تلادك، وهم قديما عمروا بلادك، وقد تعادوا فيك من يعادك، وكانت تلبية قريش: (اللهم لبيك، لا شريك لك إلا شريكا هو لك تملكه وما ملك)، وكانت تلبية حمدان و غسان وقضاعة وجذام وتلقين وبهرا: نحن عبادك اليماني إنا نحج ثاني (على الطريق الناجي نحن نعادي) جئنا إليك حادي. فأنزل الله " * (وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون) *) يعني في التلبية.
وقال: لما سمع المشركون ما قبل هذه الآية من الآيات قالوا: فإنا نؤمن بالله الذي خلق هذه الأشياء ولكنا نزعم أن له شريكا، فأنزل الله تعالى هذه الآية.
(٢٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 257 258 259 260 261 262 263 264 265 266 267 ... » »»