تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٥ - الصفحة ٢٥٦
أي امنعها من الفساد، ولذلك يقال: اللوم تفنيد، قال الشاعر:
يا صاحبي دعا لومي وتفنيدي فليس ما فات من أمر بمردود وقال جرير بن عطية:
يا عاذلي دعا الملام وأقصرا طال الهوى وأطلتما التفنيدا وقال آخر:
أهلكتني باللوم والتفنيد والفند: الخطأ في الكلام والرأي ويقال:
أفند فلانا الدهر إذا أفسده، ومنه قول ابن مقبل:
دع الدهر يفعل ما أراد فإنه إذا كلف الافناد بالناس أفندا " * (قالوا) *) يعني أولاد أولاده " * (تالله إنك لفي ضلالك) *) خطأك " * (القديم) *) من حبك يوسف لا تنساه، " * (فلما أن جاء البشير) *) المبشر برسالة يوسف، قال ابن عباس: البريد يهوذا بن يعقوب، ابن مسعود: جاء البشير من بين يدي العير قال السدي: قال يهوذا: أنا ذهبت بالقميص ملطخا بالدم إلى يعقوب وأخبرته أن يوسف أكله الذئب، وأنا أذهب اليوم بالقميص وأخبره أنه حي وأفرحه كما أحزنته، قال ابن عباس: حمله يهوذا دونهم، وخرج حاسرا حافيا وجعل يعدو حتى أتى أباه، وكان معه سبعة أرغفة لم يستوف أكلها، وكانت المسافة ثمانين فرسخا، وروى الضحاك عن ابن عباس، قال: البشير مالك بن ذعر من أهل مدين.
" * (ألقاه) *) يعني ألقى البشير قميص يوسف على وجه يعقوب، " * (فارتد بصيرا) *): فعاد بصيرا بعد ما كان عمي.
عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبي عبد الله السلمي: قال سمعت يحيى بن مسلم عمن ذكره قال: كان يعقوب أكرم أهل الأرض على ملك الموت، وإن ملك الموت استأذن ربه في أن يأتي يعقوب فأذن له فجاءه فقال يعقوب: يا ملك الموت أسألك بالذي خلقك، هل أخذت نفس يوسف فيمن قبضت من النفوس؟ قال: لا، قال ملك الموت: يا يعقوب ألا أعلمك دعاء؟ قال: بلى، قال: قل: يا ذا المعروف الذي لا ينقطع أبدا ولا يحصيه غيرك، قال: فدعا به يعقوب في تلك الليلة فلم يطلع الفجر حتى طرح القميص على وجهه فارتد بصيرا، قال الضحاك: رجع إليه
(٢٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 251 252 253 254 255 256 257 258 259 260 261 ... » »»