تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٥ - الصفحة ١٨٠
لوطا سىء بهم وضاق بهم ذرعا وقال هاذا يوم عصيب * وجآءه قومه يهرعون إليه ومن قبل كانوا يعملون السيئات قال ياقوم هاؤلاء بناتى هن أطهر لكم فاتقوا الله ولا تخزون فى ضيفى أليس منكم رجل رشيد * قالوا لقد علمت ما لنا فى بناتك من حق وإنك لتعلم ما نريد * قال لو أن لى بكم قوة أو آوىإلى ركن شديد * قالوا يالوط إنا رسل ربك لن يصلوا إليك فأسر بأهلك بقطع من اليل ولا يلتفت منكم أحد إلا امرأتك إنه مصيبها مآ أصابهم إن موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب * فلما جآء أمرنا جعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليها حجارة من سجيل منضود * مسومة عند ربك وما هى من الظالمين ببعيد) *) 2 " * (فلما ذهب عن إبراهيم الروع) *) الخوف " * (وجاءته البشرى) *) بإسحاق ويعقوب " * (يجادلنا) *) في (.......) لأن إبراهيم لا يجادل ربه إنما يسأله ويطلب إليه.
وقال عامة أهل التفسير معناه يجادل رسلنا وذلك أنهم لما قالوا: إنا مهلكوا أهل هذه القرية، قال لهم: أرأيتم إن كان فيهم خمسون من المسلمين أتهلكونهم؟ قالوا لا، فقال إبراهيم: وأربعون؟
قالوا: لا، قال: أو ثلاثون؟ قالوا: لا، قال: حتى بلغ عشرة، قالوا: لا، فقال: خمسة قالوا: لا، قال: أرأيتم إن كان فيها رجل مسلم أتهلكونه؟ قالوا: لا، فقال إبراهيم عند ذلك: إن فيها لوطا، فقالوا: نحن أعلم بمن فيها لننجينه وأهله إلا امرأته كانت من الغابرين.
قال ابن جريج: وكان في قرى لوط أربعة آلاف ألف، قال قتادة: في هذه الآية لا يرى مؤمن إلا لوط المؤمن، فقالت الرسل عند ذلك لإبراهيم: " * (يا إبراهيم أعرض عن هذا) *) أي دع عنك الجدال، وأعرض عن هذا المقال " * (إنه قد جاء أمر ربك) *) عذاب ربك " * (وإنهم آتيهم) *) نازل بهم، يعني قوم لوط " * (عذاب غير مردود) *) غير مدفوع ولا ممنوع.
" * (ولما جاءت رسلنا) *) يعني الملائكة " * (لوطا سئ بهم) *) حزن لمجيئهم، يقال: سؤته فسيء مثل شغلته فانشغل، وسررته فانسر " * (وضاق بهم ذرعا) *) قلبا " * (وقال هذا يوم عصيب) *) شديد، ومنه عصبصب، كالعصب به الشر والبلاء أي شد ومنه عصابة الرأس، قال عدي بن زيد:
وكنت لزاز خصمك لم أعرد وقد سلكوك في يوم عصيب وقال آخر:
وانك إلا ترض بكر بن وائل يكن لك يوم بالعراق عصيب
(١٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 ... » »»