تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٥ - الصفحة ١٨٤
" * (وأمطرنا عليها) *) أي على شذاذها وسافليها، وقال أبو عبيدة: مطر في الرحمة، وأمطر في العذاب " * (حجارة من سجيل) *) قال مجاهد: أولها حجر وآخرها طين، وقال ابن عباس ووهب وسعيد بن جبير (سنك): و (كل) حجارة وطين، قتادة وعكرمة: السجيل: الطين دليله قوله تعالى " * (لنرسل عليهم حجارة من طين) *) قال الحسن: كان أصل الحجارة طينا فشددت.
وروى عكرمة أيضا أنه قال: هو حجر معلق في الهواء بين الأرض والسماء منه أنزل الحجارة، وقيل: هو جبال في السماء وهي التي أشار الله إليها فقال: " * (ونزل من السماء من جبال فيها من برد) *) وقال أهل المعاني: السجيل والسجين واحد، وهو الشديد من الحجر والضرب. قال ابن مقبل:
ورجلة يضربون البيض عن عرض ضربا تواصت به الأبطال سجينا والعرب تعاقب بين اللام والنون، قالوا: لأنها كلها ذلقة من مخرج واحد ونظيره في الكلام هلت العين وهنت إذا أصيبت وبكت، وقيل: هو فعيل من قول العرب أسجلته إذا أرسلته فكأنها مرسلة عليهم، وقيل: من سجلت لهم سجلا إذا أعطيتهم كأنهم أعطوا ذلك البلاء والعذاب، قال الفضل بن عباس:
من يساجلني يساجل ماجدا يملأ الدلو إلى عقد الكرب " * (منضود) *) قال ابن عباس: متتابع، قتادة: بعضها فوق بعض، الربيع: قد نضد بعضه على بعض، عكرمة: مصفوف، أبو بكر الهذلي: معد وهي من عدة (الله) التي أعدت للظلمة.
" * (مسومة) *) من نعت الحجارة، وهي نصب على الحال ومعناها معلمة قتادة وعكرمة: مطوقة بها نضح من حمرة، ابن جريج: كانت لا تشاكل حجارة الأرض، الحسن والسدي: مختومة، وقيل: مشهورة، ربيع: مكتوب على كل حجر اسم من رمي به.
" * (وما هي) *) يعني تلك الحجارة " * (من الظالمين) *) من مشركي مكة " * (ببعيد) *) قال مجاهد: يرهب بها قريشا، قتادة وعكرمة: يعني ظالمي هذه الأمة والله ما أجار الله منها ظالما بعد، وقال أنس بن مالك: سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل (عليه السلام) عن قوله تعالى " * (وما هي من الظالمين ببعيد) *) قال: يعني بها ظالمي أمتك، ما من ظالم منهم إلا هو يعرف أي حجر سقط عليه.
(١٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 ... » »»