تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٥ - الصفحة ١٦٩
وقال مقاتل: كان ذلك تنور آدم وإنما كان بالشام بموضع يقال له: عين وردة، وقال ابن عباس: فار التنور بالهند، والفور: الغليان.
" * (قلنا احمل فيها) *) أي في السفينة " * (من كل زوجين اثنين) *) قال المفسرون أراد بالزوجين: اثنين ذكرا وأنثى، وقال أهل المعاني: كل اثنين لا يستغني أحدهما عن صاحبه، فإن العرب تسمي كل واحد منهما زوجا، يقال له: زوجا نعال إذا كانت له نعلان وكذلك عنده زوجا حمام، وعليه زوجا قيود، قال الله تعالى " * (وإنه خلق الزوجين الذكر والأنثى) *)، وقال بعضهم: أراد بالزوجين الضربين والصنفين وكل ضرب يدعى زوج، قال الأعشى:
وكل زوج من الديباج يلبسه أبو قدامة محبو بذاك معا أراد كل ضرب ولون. وقال لبيد:
وذي (.....) كر المقاتل صولة وذرته أزواج (........) يشرب أي ألوان وأصناف، وقرأ حفص هاهنا وفي سورة المؤمنين " * (من كل) *) بالتنوين أي من كل صنف، وجعل اثنين على التأكيد.
" * (وأهلك) *) أي واحمل أهلك ومالك وعيالك " * (إلا من سبق عليه القول) *) بالهلاك يعني امرأته راحلة وابنه كنعان.
" * (ومن آمن) *) يعني واحمل من آمن بك، قال الله تعالى " * (وما آمن معه إلا قليل) *) واختلفوا في عددهم، فقال قتادة والحكم وابن جريج ومحمد بن كعب القرضي: لم يكن في السفينة إلا نوح وامرأته وثلاثة بنيه، سام وحام ويافث أخوة كنعان وزوجاتهم (ورحلهم) فجميعهم ثمانية، فأصاب حام امرأته في السفينة فدعا الله نوح أن يغير نطفته فجاء بالسودان. وقال الأعمش: كانوا سبعة: نوح وثلاث كنائن وثلاثة بنين له. وقال ابن إسحاق: كانوا عشرة سوى نسائهم: نوح وبنوه حام وسام ويافث وستة أناس ممن كان آمن معه وأزواجهم جميعا.
وقال مقاتل: (كانوا) اثنين وسبعين رجلا وامرأة وبنيه الثلاثة ونساءهم، فكان الجميع ثمانية وسبعين نفسا، نصفهم رجال ونصفهم الآخر نساء.
قال ابن عباس: كان في سفينة نوح ثمانون إنسانا أحدهم جرهم.
(١٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 ... » »»