يستبشرون) *) بنزول الفرائض " * (وأما الذين في قلوبهم مرض) *) شك ونفاق " * (فزادتهم رجسا إلى رجسهم) *) كفرا إلى كفرهم وضلالا إلى ضلالهم وشكا إلى شكهم.
وقال مقاتل: إثما إلى أثمهم " * (وماتوا وهم كافرون) *) قال مجاهد في هذه الآية: الإيمان يزيد وينقص، وقال عمر بن الخطاب (ح): لو وزن إيمان أبو بكر (ح) بإيمان أهل الأرض لرجحهم، بلى إن الإيمان ليزيد وينقص، قالها ثلاث مرات.
وروى زيد الشامي عن ذر قال: كان عمر يأخذ بيد الرجل والرجلين من أصحابه فيقول: تعالوا حتى نزداد إيمانا.
قال علي بن أبي طالب (عليه السلام): إن الإيمان يبدو لمظة بيضاء في القلب كلما ازداد الإيمان عظما ازداد ملك الناس حتى يبيض القلب كله، وأن النفاق يبدو لمظة سوداء في القلب فكلما ازداد النفاق ازداد ذلك السواد فيسود القلب كله. فأيم الله لو شققتم عن قلب مؤمن لوجدتموه أبيض ولو شققتم عن قلب منافق لوجدتموه أسود.
وكتب الحسن إلى عمر بن الخطاب (ح): إن للإيمان تشاد شرائع وحدود وفرائض من استكملها استكمل الإيمان ومن لم يستكملها لم يستكمل الإيمان.
وقال ابن المبارك عن الحسن: إلا قرابة بزيادة الإيمان أو أرد كتاب الله تعالى.
" * (أو لا يرون) *) قرأ العامة بالياء خبرا عن المنافقين المذكورين، وقرأ حمزة و يعقوب: أو لا ترون بالتاء على خطاب المؤمنين، وهي قراءة أبي بن كعب. قرأ الأعمش: أو لم تر، وقرأ طلحة: أو لا ترى وهي قراءة عبد الله بن عمر " * (أنهم يفتنون) *) يختبرون " * (في كل عام مرة أو مرتين) *) قال: يكذبون كذبة أو كذبتين يصلون فيه، وقال مجاهد: يفتنون بالقحط والغلاء، عطية: بالأمراض والأوجاع وهي روائد الموت.
قتادة: بالغزو والجهاد، وقيل: بالعدو، وقيل: يفتنون فيعرفون مرة وينكرون بأخرى. مرة الهمداني: يفتنون يكفرون. مقاتل بن حيان: يفضحون بإظهار نفاقهم. عكرمة: ينافقون ثم يؤمنون ثم ينافقون كما أنهم ينقضون عهدهم في سنة مرة أو مرتين " * (ثم لا يتوبون) *) من نقضهم " * (ولا هم يذكرون) *) (بما صنع الله بهم) وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا انقضوا عهودهم بعث إليهم السرايا فيقتلونهم. الحسن: يفتنون بالجهاد في سبيل الله مع رسوله ويرون تصديق ما وعده الله من النصر والظفر على من عاداه الله ثم لا يتوبون لما يرون من صدق موعد الله، ولا يتعظون، الضحاك: يفتنون بالغلاء والبلاء ومنع القطر وذهاب الثمار ثم لا يرجعون عن نفاقهم ولا يتفكرون في عظمة الله، وفي قراءة عبد الله: وما يذكرون