تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٤ - الصفحة ٣٠٧
عند ذي العرش يعرضون عليه يعلم الجهر والسرار الخفيا يوم يأتي الرحمن وهو رحيم إنه كان وعده مأتيا يوم يأتيه مثل ما قال فرد ثم لابد راشدا أو غويا أو سعيدا سعادة أنا أرجو أو مهانا لما اكتسبت شقيا إن أوءاخذ بما أجرمت فإني سوف ألقى في العذاب قويا ورب إن تعفو فالمعافاة ظني أو تعاقب فلم تعاقب بريا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم آمن شعره وكفر قلبه.
وأنزل الله عز وجل: " * (واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا) *) الآية.
ومنهم من قال: إنها نزلت في البسوس.
وكان رجلا قد أعطي ثلاث دعوات مستجابات. وكانت له امرأة وكان له منها ولد فقالت له: اجعل منها دعوة واحدة لي. فقال: لك منها واحدة، فما تريدين؟ فقالت: ادع الله أن يجعلني أجمل امرأة في بني إسرائيل، فدعا لها فجعلت أجمل امرأة في بني إسرائيل. فلما علمت أنه ليس فيهم مثلها رغبت عنه فغضب الرجل. ودعا عليها فصارت كلبة نباحة فذهبت فيها دعوتان، فجاء بنوها فقالوا: ليس لنا على هذا قرار دعوت على أمنا فصارت كلبة نباحة والناس يعيروننا أدعو الله أن يردها على الحال التي كانت عليها، فدعا الله عز وجل فعادت كما كانت فذهبت فيها الدعوات.
وقال سعيد بن المسيب: نزلت في أبي عامر بن النعمان بن صيفي الراهب الذي سماه النبي صلى الله عليه وسلم الفاسق.
وكان قد ترهب في الجاهلية ولبس المسوخ فقدم المدينة وقال للنبي صلى الله عليه وسلم ما هذا الذي جئت به.
قال: (جئت بالحنفية دين إبراهيم)، فقال: أنا جئتها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم (لست عليها ولكنك أدخلت إبليس فيها)، فقال أبو عامر: أمات الله كاذبا منا طريدا وحيدا فخرج إلى الشام وأرسل إلى المنافقين أن استعدوا القوة والسلاح وابنوا إلي مسجدا ثم أتى الراهب قيصر وأتى بجند ليخرج النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من المدينة فذلك قوله: " * (وإرصادا لمن حارب الله ورسوله) *) يعني انتظارا لمجيئه فمات بالشام طريدا وحيدا.
وقال عبادة بن الصامت: نزلت في قريش أتاهم الله الآيات فانسلخوا منها فلم يقبلوها،
(٣٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 302 303 304 305 306 307 308 309 310 311 312 ... » »»