تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٤ - الصفحة ٣٠٩
وقال أبو روق: اختار الدنيا على الآخرة. وقال ابن زيد: كان هواه مع (القدم) قال عطاء: أراد الدنيا وأطاع شيطانه، وقال يمان: واتبع هواه أي امرأته لأنها حملته على الخيانة.
" * (فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث) *) قال مجاهد: هو مثل الذي يقرأ الكتاب ولا يعمل به، وقال ابن جريج: الكلب منقطع الفؤاد لا فؤاد له إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث وهو مثل الذي يترك الهدى لا فؤاد له إنما فؤاده منقطع.
وروى معمر عن بعضهم قال: هو الكافر ضال إن وعظته أو لم تعظه.
قال ابن عباس: معناه إن تحمل عليه الحكمة لم يحملها وإن تتركه لم يهتد بخير كالكلب إن كان (رابضا) لهث وإن طرد لهث.
وقال الحسن: هو المنافق لا ينيب إلى الحق دعي أو لم يدع وعظ أو لم يوعظ (كالكلب) يلهث طرد أو ترك، قال عطاء: ينبح إن يحمل عليه وإن لم يحمل، وقال القتيبي: كل شيء يلهث من إعياء أو عطش إلا الكلب، فإنه يلهث في حال الكلال وحال الراحة، وحال الصحة وحال المرض، وحال (الجوع) وحال العطش فضربه الله مثلا لمن كذب بآياته.
فقال: إن وعظته فهو ضال وإن تركته فهو ضال كالكلب إن طردته لهث وإن تركته لهث ونظيره قوله " * (وإن تدعوهم إلى الهدى لا يتبعوكم سواء عليكم ادعوتموهم أم أنتم صامتون) *) * * (ذلك مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا فاقصص القصص لعلهم يتفكرون) *) روى محمد بن إسحاق عن سالم (أبي الخضر) قال: يعني مثل بني إسرائيل أي إن جئتهم بخبر ما كان فيهم ما غاب عنك (لعلهم يتفكرون).
فيعرفون أنه لم يأت بهذا الخبر عما مضى فيهم إلا نبي يأتيهم خبر السماء " * (ساء مثلا) *) أي بئس المثل مثلا حال من المثل المضمر.
كما قال جرير:
فنعم الزاد زاد أبيك زادا هذا إذا جعلت (ساء) من فعل المثل ورفعت القوم بدلا من الضمير فيه. وإن حولت فعله إلى القوم ورفعتهم به كان (انتهاء) به على التمييز، يريد سأمثل القوم فلما حولته إليهم خرج المثل مفسرا كما يقال: قربه عينا وضاق ذرعا، متى ما سقط التنوين عن المميز (المخفض) بالإضافة دليله قراءة (الجحدري) والأعمش سأمثل القوم بالإضافة، وقال أبو حاتم: يريد بها (مثلا) مثل القوم فحذف مثل.
(٣٠٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 304 305 306 307 308 309 310 311 312 313 314 ... » »»