(.......) فأورثهم ذلك بمهلك أهلها من العمالقة والفراعنة. " * (وتمت كلمة ربك الحسنى) *) يعني تمت كلمة الله وهي وعده إياهم بالنصر والتمكين في الأرض. وذلك قوله عز وعلى " * (ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض) *) إلى قوله " * (ما كانوا يخلدون) *).
وقيل: معناه (رحبت) نعمة ربك الحسنى " * (على بني إسرائيل) *) يعني أنهم مجزون الحسنى يوم القيامة " * (بما صبروا) *) على دينهم " * (ودمرنا) *) أهلكنا (فدمرنا) * * (ما كان يصنع فرعون وقومه) *) في أرض مصر من المغارات " * (وما كانوا يعرشون) *).
قال الحسن: وما كانوا يعرشون من الثمار والأعشاب.
وقال مجاهد: يعني يبنون البيوت، والقصور ومساكن وكان (غنيهم) غير معروش.
وقرأ ابن عامر وابن عباس: بضم الراء وهما لغتان فصيحتان عرش يعرش.
وقرأ إبراهيم بن أبي علية: يعرشون بالتشديد على الكسرة " * (وجاوزنا) *) قطعنا " * (ببني إسرائيل البحر) *) بعد الآيات التي رأوها والعير التي عاينوها.
قال الكلبي: عبر بهم موسى يوم عاشوا بعد هلاك فرعون وقومه وصام يومئذ شكرا لله عز وجل " * (فأتوا) *) فمروا " * (على قوم يعكفون) *) يصلون، قرأ حمزة والكسائي يعكفون بكسر الكاف والباقون بالضم وهما لغتان " * (على أصنام) *) أوثان " * (لهم) *) أوثان لهم كانوا يعبدونها من دون الله عز وجل.
قال ابن جريج: كانت تماثيل بقر وذلك أول (شأن) العجل.
قال قتادة: كانوا أولئك القوم من لخم وكانوا هؤلاء بالرمة، وقيل: كانوا من الكنعانيين الذين أمر موسى بقتالهم فقالت بنو إسرائيل له عندما رأوا ذلك " * (قالوا يا موسى اجعل لنا إلها) *) تمثالا نعبده " * (كما لهم آلهة قال) *) موسى " * (إنكم قوم تجهلون) *) عظمة الله ونعمته وحرمته.
وروى معمر عن الزهري عن أبي واقد الليثي قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل حنين فمررنا بشجرة خضراء عظيمة فقلنا: يا رسول الله اجعل لنا هذه ذات أنواط كما للكفار ذات أنواط. فقال النبي صلى الله عليه وسلم (الله أكبر هذا كما قالت بنو إسرائيل لموسى (عليه السلام) اجعل لنا إلها كما لهم آلهة والذي نفسي بيده (لتركبن سنن) من كان قبلكم).
وروي عنه (عليه السلام) أنه قال: (لا تقوم الساعة حتى تأخذ أمتي أخذ الامم قبلها شبرا بشبر وذراعا بذراع كما قالت فارس والروم)