تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٤ - الصفحة ٢٨٤
وقال يمان: يعني مسكن فرعون.
" * (سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق) *) قال قوم: حكم الآية لأهل مصر خاصة يعني بقوله " * (آياتي) *) يعني الآيات التسع التي أعطاها الله سبحانه موسى (عليه السلام).
وقال آخرون: هي عامة، وقال ابن جريج وابن زيد: يعني عن خلق السماوات والأرض وما فيها من الشمس والقمر والنجوم والبحور والشجر والنبات وغيرها أصرفهم عن أن يتفكروا فيها ويعتبروا بها، وقال الفراء أي الغرباني: إني أمنع قلوبهم عن التفكر في أمري.
وسمعت أبا القاسم الحبيبي قال: سمعت أبا سعيد محمد بن نافع السجزي بهراة يقول: سمعت أبا يزيد حاتم بن محبوب الشامي قال: سمعت عبد الجبار بن العلاء العطار قال: سمعت سفيان بن عيينة وسئل عن هذه الآية: أحرمهم فهم القرآن.
سمعت أبا القاسم الحبيبي قال: سمعت أبا جعفر محمد بن أحمد بن سعيد الرازي قال: سمعت العباس بن حمزة قال: سمعت ذا النون المصري يقول: أبى الله أن يكرم قلوب الظالمين مكتوب حكمة القرآن " * (وإن يروا) *) يعني هؤلاء المتكبرين.
قرأ مالك بن دينار فإن يروا بضم الياء أي يفعل بهم " * (سبيل الرشد) *) طريق الهدي والسداد " * (لا يتخذوه) *) لأنفسهم " * (سبيلا وإن يروا سبيل الغي) *) يعني الضلال والهلاك " * (يتخذوه سبيلا) *) وقرأ مجاهد وحميد وطلحة والأعمش وحمزة ويحيى والكسائي: الرشد، بفتح الراء والشين وهما لغتان كالسقم والسقم والحزن والحزن والبخل البخل، وكان أبو عمرو يفرق بينهما فيقول: الرشد بالضم والصلاح في الأمر كقوله: " * (فإن آنستم منهم رشدا) *) والرشد بفتح بفتحتين الاستقامة في الدين، وقرأ أبو عبد الرحمن الرشاد بالألف وهو مصدر كالعفاف والصلاح.
" * (ذلك بأنهم كذبوا بآياتنا وكانوا عنها غافلين) *) لاهين ساهين لا يتفكرون فيها ولا يتعظون بها " * (والذين كذبوا بآياتنا ولقاء الآخرة) *) ورؤية القيامة، وقيل: العالية في الآخرة " * (حبطت أعمالهم هل يجزون) *) في العقبى " * (إلا ما كانوا) *) أي جزاء ما كانوا " * (يعملون) *) في الدنيا.
(* (واتخذ قوم موسى من بعده من حليهم عجلا جسدا له خوار ألم يروا أنه لا يكلمهم ولا يهديهم سبيلا اتخذوه وكانوا ظالمين * ولما سقط فىأيديهم ورأوا أنهم قد ضلوا قالوا لئن لم يرحمنا ربنا ويغفر لنا لنكونن من الخاسرين * ولما رجع موسى إلى قومه غضبان أسفا قال بئسما خلفتمونى من بعدي أعجلتم أمر ربكم وألقى الألواح وأخذ برأس أخيه يجره إليه قال ابن أم إن القوم
(٢٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 279 280 281 282 283 284 285 286 287 288 289 ... » »»