تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٤ - الصفحة ٢٥١
فعقروا الناقة وعتوا عن أمر ربهم وقالوا ياصاح ائتنا بما تعدنآ إن كنت من المرسلين * فأخذتهم الرجفة فأصبحوا في دارهم جاثمين * فتولى عنهم وقال ياقوم لقد أبلغتكم رسالة ربى ونصحت لكم ولكن لا تحبون الناصحين) *) 2 " * (وإلى ثمود) *) قرأ يحيى بن وثاب: إلى هود بالصرف والتنوين. والباقون بغير الصرف وإنما يعني: وإلى بني ثمود، وهو ثمود بن (عاد) بن إرم بن سام بن نوح وهو أخو (جديس) وأراد ههنا القبيلة.
قال أبو عمرو بن العلا: سميت ثمود لقلة مائها والثمد الماء القليل، وكانت مساكنهم الحجر بين الحجاز والشام إلى وادي القرى " * (أخاهم صالحا) *) وهو صالح بن (عبيد) بن أسف ابن ماسخ بن عبيد بن خادر بن ثمود " * (قال يا قوم اعبدوا الله مالكم من إله غيره قد جاءتكم بينة من ربكم) *) حجة ودلالة من ربكم على صدقي " * (هذه ناقة الله لكم) *) أضافها إليه على التفضيل والتخصيص كما يقال: بيت الله.
وقيل: أضيفت إلى الله لأنها كانت بالتكوين من غير اجتماع ذكر وأنثى ولم يكن في صلب ولا رحم ولم يكن للخلق فيها سعي " * (آية) *) نصب على الحال أي انظروا إلى هذه الناقة " * (فذروها تأكل) *) العشب " * (في أرض الله ولا تمسوها بسوء) *) ولا تصيبوها (بعقر) * * (فيأخذكم عذاب أليم واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد عاد وبوأكم) *) أسكنكم وأنزلكم " * (في الأرض تتخذون من سهولها قصورا وتنحتون) *) قرأ الحسن (وتنحتون) بفتح الحاء وهي لغة " * (من الجبال بيوتا) *) وكانوا ينقبون في الجبال البيوت " * (فاذكروا آلاء الله ولا تعثوا في الأرض مفسدين قال الملأ الذين استكبروا من قومه) *) يعني الأشراف والقادة الذين تعظموا عن الإيمان بصالح عليه السلام " * (للذين استضعفوا) *) يعني الأتباع " * (لمن أمن منهم أتعلمون أن صالحا مرسل من ربه قالوا إنا بما أرسل به مؤمنون قال الذين أستكبروا إنا بالذي آمنتم به كافرون) *) جاحدون " * (فعقروا الناقة) *) نحروها " * (وعتوا عن أمر ربهم وقالوا يا صالح ائتنا بما تعدنا) *) يعني العذاب " * (إن كنت من المرسلين) *) أي من الصادقين " * (فأخذتهم الرجفة) *) يعني الصيحة والزلزلة وأصلها الحركة مع الصوت. قال الله: " * (يوم ترجف الراجفة) *).
قال الشاعر:
وظلت جمال القوم بالقوم ترجف ولما رأيت الحج قد آن وقته وقال الأخطل
(٢٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 246 247 248 249 250 251 252 253 254 255 256 ... » »»