لقومكم، وقال مرثد بن سعد بن عفير: إنكم والله ما تسقون بدعائكم ولكن إن أطعتم نبيكم وأنبتم إليه سقيتم، فأظهر إسلامة عند ذلك فقال جلهمة بن (الخيبري) خال معاوية حين سمع قوله وعرف أنه اتبع دين هود (عليه السلام):
ذوي كرم وأمك من ثمود أبا سعد فإنك من قبيل ولسنا فاعلين لما تريد.
فإنا لا نطيعك ما بقينا ورمل والصداء مع الصمود.
أتأمرنا لنترك دين رفد ذوي رأي ونتبع دين هود ونترك دين آباء كرام ثم قال لمعاوية بن بكر وأبيه بكر وكان شيخا كبيرا: (احبسا) عنا مرثدا بن سعد فلا يدخل معنا مكة فإنه اتبع دين هود وترك ديننا.
ثم خرجوا إلى مكة يستسقون بها لعاد فلما ولوا إلى مكة خرج مرثد بن سعد من منزل معاوية حتى أدركهم بها فقال: لا أدعو الله عز وجل بشيء مما خرجوا له، فلما انتهى إليهم قام يدعو الله وهم قد اجتمعوا يدعون الله ويقول: اللهم أعطني سؤلي وحدي ولاتدخلني في شيء مما يدعونك، وكان قيل بن عنز على رأس وفد عاد، وقال وفد عاد: اللهم أعطه ما سألك واجعل سؤالنا مع سؤاله، وكان (قد تخلف) عن وفد عاد حين دعا لقمان بن عاد وكان سيد عاد حتى إذا فرغوا من دعوتهم قام فقال: اللهم إني جئتك وحدي في حاجتي فأعطني سؤلي وسأل الله عز وجل طول العمر. فعمر عمر سبعة أنسر. وقال: قيل بن عنز: (يا إلهنا) إن كان هود صادقا فاسقنا فإنا قد هلكنا.
وقال: اللهم إني لم (أجىء) لمريض فأداويه ولا لأسير فأناديه، اللهم اسق عادا ما كنت تسقيه فأنشأ الله عز وجل له (سحائب) ثلاثا بيضاء وحمراء وسوداء ثم نادى مناد من السماء: يا قيل اختر لنفسك وقومك من هذا السحاب ما شئت، فقال قيل: اخترت السحابة السوداء فإنها أكبر السحب، فناداه مناد قد اخترت رمادا رمددا، لا تبقى من عاد أحدا، لا والدا ولا ولدا، إلا جعلتهم همدا، إلا بني اللوذية المهدا.
وبنو اللوذية هم بنو لقيم بن هزال بن هزيلة بن بكر فكانوا سكان بمكة مع أخوالهم ولم يكونوا مع عاد بأرضهم وعاد الآخر كان من نسل الذي بقوا من عاد.
ونادى الله عز وجل السحابة السوداء التي اختارها قيل: (فيها من النقمة) من عاد حتى خرجت عليهم من واد لهم يقال له المغيث فلما رأوها استبشروا بها وقالوا " * (هذا عارض ممطر) *) يقول الله تعالى: " * (بل هو ما استعجلتم به ريح فيها عذاب أليم تدمر كل شيء بأمر ربها) *).