تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٤ - الصفحة ١٨٢
قالوا: إن الشيطان إذا أغوى المؤمن وعجز عن إغوائه ذهب إلى متمرد من الإنس وهو شيطان من الإنس فأغراه المؤمن.
قال أبو طلحة ما روى عوف بن مالك عن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (يا أبا ذر هل تعوذت بالله من شر شياطين الإنس والجن) قال: يا رسول الله فهل للإنس من شياطين؟ قال: نعم هو شر من شياطين الجن.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم (ما منكم من أحد إلا وقد وكل قرينه من الجن) قيل: ولا أنت يا رسول الله؟
قال: (ولا أنا إلا أن الله قد أعانني عليه فأسلم فلا يأمرني إلا بخير).
وقال مالك بن دينار: إن شيطان الإنس أشد من شيطان الجن وذلك إني إذا تعوذت بالله ذهب عني شيطان الجن، وشيطان الإنس يحبني فيجرني إلى المعاصي عيانا " * (يوحي بعضهم إلى بعض) *) أي يلقي " * (زخرف القول غرورا) *) وهو القول المموه والمزين بالباطل، وكل شيء حسنته وزينته فقد زخرفته ثم " * (ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما يفترون ولتصغى) *) أي ولكي تميل.
وقال ابن عباس: ترجع يقال: صغى يصغى صغا وصغى يصغى ويصغو صغوا وصغوا إذا مال.
قال الفطامي:
أصغت إليه هجائن بنحدودها آذانهن تلى الحداة السوق ترى عينها صغواء في جنب ماقها تراقب كفي والقطيع المحرما " * (إليه) *) يعني إلى الزخرف والغرور، ويقال: صغو فلان معك، وصغاه معك أي ميله وهواه.
وقرأ النجعي: ولتصغي بضم التاء وكسر الغين أي تميل، والإصغاء الإمالة. ومنه الحديث إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصغي الإناء للهرة.
" * (أفئدة الذين لا يؤمنون بالآخرة) *) الأفئدة جمع الفؤاد مثل غراب وأغربة " * (وليرضوه وليقترفوا ما هم مقترفون) *) أي وليكتسبوا ما هم مكتسبون.
(١٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 ... » »»