فقال حمزة: ومن أسفه منكم تعبدون الحجارة من دون الله، أشهد أن لا إله إلا الله لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله فأنزل الله تعالى هذه الآية.
وقال الضحاك (ويمان): نزلت في عمر بن الخطاب وأبي جهل.
قال عكرمة والكلبي: نزلت في عمار بن ياسر وأبي جهل.
" * (كذلك زينا للكافرين ما كانوا يعملون) *) من الكفر والمعصية " * (وكذلك) *) أي وكما زينا للكافرين أعمالهم كذلك جعلنا.
وقيل: وكما جعلنا فساق مكة أكابرها كذلك " * (جعلنا في كل قرية أكابر) *) يعني عظماء، جمع أكبر مثل أفضل وأحمر وأحامر وأسود وأساود " * (مجرميها) *) إن شئت نصبته على التقديم تقديره وكذلك جعلنا في كل قرية مجرميها أكابر، كما تقول: جعلت زيدا رئيسها وإن شئت خفضته على الإضافة " * (ليمكروا فيهاوما يمكرون إلا بأنفسهم) *) لأن وبال مكرهم وجزاءه راجع إليهم " * (وما يشعرون) *) إنه كذلك " * (وإذا جاءتهم آية قالوا لن نؤمن حتى نؤتى مثل ما أوتي رسل الله) *) من النبوة، وذلك إن الوليد بن المغيرة قال: والله لو كانت النبوة حقا لكنت أولى بها منك لأني أكبر منك سنا وأكثر منك مالا، فأنزل الله تعالى هذه الآية.
وقال مقاتل: نزلت في أبي جهل بن هشام وذلك أنه قال: زاحمنا عبد مناف في الشرف حتى إذا صرنا كفرسي رهان، قالوا: منا نبي يوحى إليه، والله لا نؤمن به ولا نتبعه أبدا إلا أن يأتينا وحي كما يأتيه وأنزل الله تعالى " * (وإذا جاءتهم) *) آية حجة على صدق محمد صلى الله عليه وسلم وصحت نبوته. " * (قالوا) *): يعني أبو جهل. قالوا: " * (لن نؤمن حتى نؤتى مثل ما أوتي رسل الله) *) يعني محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال " * (الله أعلم حيث يجعل رسالته) *) فخص بها محمدا صلى الله عليه وسلم " * (سيصيب الذين أجرموا صغار) *) ذل وهوان " * (عند الله) *) أي من عند الله نصب بنزع حرف الصفة.
قال النحاس: سيصيب الذين أجرموا صغار عند الله على التقديم والتأخير " * (وعذاب شديد بما كانوا يمكرون) *).
وقال أبو روق: صغار في الدنيا وهذا العذاب في الآخرة.
" * (فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام) *) أي يوسع عقله أو ينوره ليقبل الإسلام فأنزل الله تعالى هذه الآية.
سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن شرح الصدر ما هو؟ قال: (نور يقذفه الله تعالى في قلب المؤمن فينشرح له صدره وينفسح) قالوا: فهل لذلك من أمارة يعرف بها؟ قال: نعم الإنابة إلى دار الخلود والتجافي عن دار الغرور والاستعداد للموت قبل نزول الموت