تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٤ - الصفحة ١٧١
وكسلان وكسالى. ويقال أيضا في واحد فرد بجزم الراء وفرد بكسرها وفرد بالفتح وأفرد وجمعها أفراد مثل أحاد وفريد وفردان مثل قضيب وقضبان وكثيب وكثبان.
وقرأ الأعرج: فردى بغير ألف مثل كسرى (وكسلى) * * (كما خلقناكم أول مرة) *) عراة حفاة غرلا بهم " * (وتركتم) *) وخلفتم " * (ما خولناكم) *) أعطيناكم ومكناكم من الأموال والأولاد والخدم " * (وراء ظهوركم) *) خلف ظهوركم في الدنيا.
روى محمد بن كعب عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ينفخ نفخة البعث فتخرج الأرواح كأنها النحل قد ملئت ما بين السماء والأرض فيقول الجبار جل جلاله: (وعزتي) وجلالي ليرجعن كل روح إلى جسده، فتدخل الأرواح في الأجساد وإنما يدخل في الخياشم كما يدخل السم في اللديغ ثم يشق عليكم الأرض وأنا أول من يشق عنه الأرض فينسلون عنهم سراعا إلى ربكم على سن ثلاثين مهطعين إلى الداعي فيوقفون في موقف منه سبعين عاما حفاة عراة غرلا بهم لا يناظر إليكم فلا يقضي بينكم فتبكي الخلائق حتى ينقطع الدمع ويجف العرق).
وقال القرضي: قرأت عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قول الله عز وجل " * (ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة) *)، فقالت: يا رسول الله وأسوتاه إن الرجال والنساء يحشرون جميعا ينظر بعضهم إلى سوأة بعض؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لكل إمرىء منهم يومئذ شأن يغنيه لا ينظر الرجال إلى النساء ولا النساء إلى الرجال شغل بعضهم عن بعض).
" * (وما نرى معكم شفعاءكم الذين زعمتم أنهم فيكم شركاء) *) وذلك إن المشركين زعموا أنهم يعبدون الأصنام لأنهم شركاء الله وشفعاؤهم عنده " * (لقد تقطع بينكم) *).
قرأ أهل المدينة، والحسن، ومجاهد، وأبو رجاء، والكسائي: بينكم نصبا.
وقرأ أهل المدينة، والحسن، ومجاهد: وهي قراءة أبي موسى الأشعري على معنى لقد تقطع ما بينكم وكذلك هو في قراءة عبد الله وقرأ الباقون: بالرفع على معنى لقد تقطع وصلكم فالبين من الأضداد يكفي وصلا وهجرا وأنشد:
لعمرك لولا البين لا يقطع الهوى ولولا الهوى ما حن للبين آلف " * (وضل عنكم ما كنتم تزعمون) *).
(١٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 ... » »»