تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٤ - الصفحة ١٧٧
وقيل: اللطيف: الذي يكون عطاؤه خير ومنعه ذخيرة. وأصل اللطيف دقة النظر في جميع الأشياء " * (قد جاءكم بصائر من ربكم) *) يعني الحجج البينة التي يبصرون بها الهدى من الضلال والحق من الباطل.
قال الكلبي: يعني بينات القرآن.
" * (فمن أبصر) *) يعني عرفها وآمن بها " * (فلنفسه) *) عمل وحظه أصاب وإياها بغى الخير " * (ومن عمي فعليها) *) عنها فلم يعرفها ولم يصدقها.
وقرأ طلحة بن مصرف: ومن عمي بضم العين وتشديد الميم على المفعول التي تدل عليها، يقول: فنفسه ضر وإليها أساء لا إلى غيره " * (وما أنا عليكم بحفيظ) *) رقيب أحصي إليكم أعمالكم وإنما أنا رسول أبلغكم رسالات ربي وهو الحفيظ عليكم الذي لا يخفى عليه شيء من أفعالكم " * (وكذلك نصرف الآيات) *) نبينها في كل وجه لندعوكم بها " * (وليقولوا) *) وليلا يقولوا إذا قرأت عليهم القرآن " * (درست) *) أي تلوت وقرأت يا محمد بغير ألف قرأه جماعة منهم أبي رجاء وأبي وائل والأعرج ومعظم أهل العراق وأهل الحجاز، وكان عبد الله بن الزبير يقول: إن صبيانا يقرأونها دارست بالألف وإنما هي درست.
وقرأ علي ومجاهد وابن كثير وأبو عمرو: دارست بالألف يعني قارأت أهل الكتاب وتعلمت منهم تقرأ عليهم يقرأوا عليك.
وقال ابن عباس: يعني جادلت وخاصمت، وكذلك كان يقرأها، وقرأ قتادة: درست بمعنى قرئت وتليت.
وقرأ الحسن وابن عامر ويعقوب: درست بفتح الدال والراء وجزم التاء بمعنى تقادمت وانمحت وقرأ ابن مسعود وأبي طلحة والأعمش: درس بفتحها يعنون النبي درس الآيات " * (ولنبينه) *) يعني القول والتحريف والقرآن " * (لقوم يعلمون اتبع) *) يا محمد " * (ما أوحي إليك من ربك) *) يعني القرآن إعمل به " * (لا إله إلا هو وأعرض عن المشركين) *) فلا تجادلهم ولا تعاقبهم " * (ولو شاء الله ما أشركوا وما جعلناك عليهم حفيظا) *) رقيبا. ويقال ربا.
قال عطاء: وما جعلناك عليهم حفيظا تمنعهم مني " * (وما أنت عليهم بوكيل) *) والإعراض منسوخ بآية السيف. وهذه الآية نزلت حين قال المشركون لرسول الله صلى الله عليه وسلم إلى دين آبائك.
2 (* (ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم كذلك زينا لكل أمة عملهم
(١٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 ... » »»