فقال (عليه السلام): (من أين لك هذا يا بنية؟) قالت: هو من عند الله إن الله يزرق من يشاء بغير حساب، فحمد رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: (الحمد لله الذي جعلك شبيهة بسيدة نساء بني إسرائيل، فإنها كانت يرزقها الله رزقا حسنا فسئلت عنه " * (قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب) *)).
فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى علي رضي الله عنه، ثم أكل رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلي وفاطمة والحسن والحسين وجميع أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وأهل بيته جميعا حتى شبعوا.
قالت فاطمة: وبقيت الجفنة كما هي فأوسعت منها على جميع جيراني فجعل الله فيها بركة وخيرا.
قال أهل التفسير: فلما رأى زكريا ذلك قال: إن الذي قدر على أن يأتي مريم بالفاكهة في غير حينها من غير سبب ولا فعل أحد لقادر على أن يصلح زوجتي ويهب لي غلاما على الكبر، فطمع في الولد وذلك إن أهل بيته كانوا قد إنقرضوا، وكان زكريا قد شاخ وأيس من الولد.
قال الله تعالى: " * (هنالك دعا زكريا ربه) *): أي فعند ذلك. و (هنا) إشارة إلى الغاية كما أن (هذه) إشارة إلى الحاضر.
والكاف: اسم المخاطب وكسرت اللام لإلتقاء الساكنين.
قال المفضل بن سلمة: أكثر ما يقال هنالك في الزمان وهناك في المكان وقد جعل هذا مكان هذا.
" * (دعا زكريا ربه) *): فدخل المحراب وغلق الأبواب وناجى ربه. " * (قال رب) *): أي يا رب فحذف حرف النداء من أوله والياء من آخره، استغني بكسر الباء عن الياء. " * (هب لي) *): أعطني، " * (من لدنك) *): من عندك. وفي لدن أربع لغات: لدن بفتح اللام وضم الدال وجزم النون وهو أفصحها، ولد بفتح اللام وضم الدال وحذف النون، ولدن بفتح اللام وسكون الدال وفتح النون، ولدن بضم اللام وجزم الدال وفتح النون.
قال الفراء: وهي يخصص بها على الإضافة، وترفع على مذهب مذ، وأنشد قول أبي سفيان بن حرب على الوجهين: