تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٣ - الصفحة ٦١
" * (إن الله) *) قرأ ابن عامر وعيسى بن عمرو والأعمش وحمزة: بكسر الألف على إضمار القول تقديره: فنادته الملائكة فقالت: إن الله؛ لأن النداء قول.
وقرأ الباقون: بالفتح بإيقاع النداء عليه كأنه قال: فنادته الملائكة أن الله يبشرك.
وقرأ عبد الله: " * (وهو قائم يصلي في المحراب) *) يا زكريا إن الله " * (يبشرك) *): اختلف الفراء في مستقبل هذا الفعل وجملها في القرآن عشرة: موضعين ههنا وفي التوبة " * (يبشرهم) *) ومريم وفي الحجر " * (إنا نبشرك بغلام عليم) *)، و " * (فبم تبشرون) *) وفي سبحان والكهف " * (وبشر المؤمنين) *)، وفي مريم موضعين: " * (يا زكريا إنا نبشرك) *) و " * (ولتبشر به المتقين) *)، وفي حم عسق: " * (ذلك الذي يبشر الله عباده) *) فهذه عشرة مواضع اتفقوا على واحد منها إنها مشددة، وهو قوله: " * (فبم تبشرون) *) واختلفوا في التسعة الباقية فقرأها: حمزة كلها بفتح الباء وجزم الياء وضم الشين وتخفيفها.
وقرأ يحيى بن رثاب والكسائي خمسة منها مخففة، موضعين ههنا وفي سبحان والكهف وعسق.
وخفف ابن كثير وأبو عمرو منها حرفا واحدا وهو قوله: في " * (حم، عسق ذلك) *) النبي " * (الذي يبشر الله عباده) *).
وقرأها كلها حميد بن قيس: بضم الياء وجزم الباء وكسر الشين وتخفيفها.
الباقون: بضم الياء وفتح الباء وكسر الشين وتشديده، فمن خفف الشين وضم الباء وهو من أبشر يبشر، قال الشاعر:
يا أم عمرو أبشري بالبشرى موت ذريع وجراد عظلي ومن قرأ بتخفيف الشين مع فتح الباء فهو من بشر يبشر، وهو لغة أهل تهامة وقراءة ابن مسعود. قال الشاعر:
نشرت عوالي إذ رأيت حيفة ماسك من الحجاج تعلى كتابها
(٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 ... » »»