تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٣ - الصفحة ٥٥
بطنك أنثى (والأنثى عورة) لا تصلح لذلك فوقعا جميعا في هم من ذلك، فهلك عمران وحنة حامل بمريم.
" * (فلما وضعتها) *): أي ولدتها وإذا هي جارية، فالهاء في قوله: " * (وضعتها) *) راجعة إلى النذيرة أي مريم من حنة، لذلك أنث.
" * (قالت) *): عذرا وكانت ترجوا أن تكون غلاما ولذلك حررت.
" * (رب إني وضعتها أنثى) *): أعتذار إلى الله عز وجل.
" * (والله أعلم بما وضعت) *): (ما ظنت) عن السدي، وقرأ (العامة بتسكين التاء) وقرأ علي وأبو ميثم النجفي وابن عامر وأبو بكر ويعقوب: " * (وضعت) *) بضم التاء جعلوها من كلام أم مريم.
" * (وليس الذكر كالأنثى) *): في خدمة الكنيسة والعباد الذين فيها؛ لعورتها وضعفها وما يعتريها من الحيض والنفاس والأذى.
" * (وإني سميتها مريم) *): وهي بلغتهم: (الخادمة والعابدة، وكانت أجمل النساء في وقتها وأفضلها).
روى أبو زرعة عن أبي هريرة إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (حسبك من نساء العالمين أربع: مريم بنت عمران وآسية امرأة فرعون وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد).
" * (وإني أعيذها بك) *): آمنها وأجيرها بك. " * (وذريتها) *): وأولادها.
" * (من الشيطان الرجيم) *): الطريد اللعين المرمي بالشهب.
ابن المسيب عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما من مولود إلا والشيطان يمسه حين يولد فيستهل صارخا من مس الشيطان إياه إلا مريم وابنها) ثم يقول أبو هريرة: اقرءوا إن شئتم: " * (وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم) *).
سعيد عن قتادة قال: (كل أدمي طعن الشيطان في جنبه حين يولد غير عيسى ابن مريم وأمه جعل بينهما حجاب فأصاب الطعن الحجاب ولم ينفذ إليها منه شيء).
(٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 ... » »»