تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٣ - الصفحة ٦٩
إن المسيح يقتل المسيخا " * (عيسى ابن مريم وجيها) *): نصب على الحال، أي شريفا (ذا جاه وقدر).
" * (في الدنيا و الآخرة ومن المقربين) *) إلى ثواب الله " * (ويكلم الناس في المهد) *) صغيرا قبل (أوان) الكلام.
روى ابن أبي (نجيح) عن مجاهد قال: قالت مريم (عليها السلام): كنت إذا خلوت أنا وعيسى حدثني وحدثته. فإذا شغلني عنه إنسان سبح في بطني وأنا أسمع.
" * (وكهلا) *): قال مقاتل: يعني إذا اجتمع قبل أن يرفع إلى السماء.
وقال الحسن بن الفضل: (كهلا) بعد نزوله من السماء.
وقال ابن كيسان: أخبرهما أنه يبقى حتى يكتهل.
وقيل: " * (يكلم الناس في المهد) *): صبيا وكهلا نبيا (ولم يتكلم في المهد من الأنبياء) إلا عيسى (عليه السلام)، فكلامه في المهد معجزة وفي الكهولة دعوة.
وقال مجاهد: " * (وكهلا) *) أي عظيما والعرب تمدح بالكهولة لأنها أعظم؟ على في احتناك السن، واستحكام العقل، وجودة الرأي والتجربة.
" * (ومن الصالحين) *) أي فهو من العباد الصالحين.
" * (قالت رب) *) يا سيدي بقولها لجبرئيل " * (أنى يكون لي ولد ولم يمسسني بشر) *) يعني رجل.
" * (قال كذلك الله) *): كما تقولين يا مريم ولكن الله * (يخلق ما يشاء إذا قضى أمرا) * * (فإنما يقول له كن فيكون) *): كما يريد.
قال بعض أهل المعاني: ذكر القول ههنا بيان وزيادة إلى ذكره ليتعارف الناس به سرعة كون الشيء فيما بينهم.
وقال آخرون: هذا وقع على الموجود في علمه وإرادته وتحت قدرته وإن كان معدوما في ذاته.
(٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 ... » »»