تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٣ - الصفحة ١٠٧
قتادة: المؤمن أسلم طائعا والكافر كارها؛ فإما المؤمن فأسلم طائعا فنفعه ذلك وقبل منه، وأما الكافر فأسلم كارها في وقت البأس والمعاينة حتى لا يقبل منه ولا ينفعه، يدل عليه قوله: " * (فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا) *).
الكلبي: طوعا: الذين ولدوا في الإسلام، وكرها: الذين أجبروا على الإسلام.
عكرمة: وكرها: من اضطرته (الحجة) إلى التوحيد، يدل عليه قوله تعالى: " * (ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله) *)، وقوله: " * (ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض وسخر الشمس والقمر ليقولن الله) *).
ابن كيسان: وله أسلم أي خضع من في السماوات والأرض فيما صيرهم عليه وصورهم فيه وما يحدث فهم لا يمتنعون عليه، كرهوا ذلك أو أحبوه.
" * (وإليه يرجعون) *) الحكم عن مجاهد عن ابن عباس قال: إذا استصعبت دابة أحدكم أو كانت شموسا فليقرأ في أذنها هذه الآية.
" * (قل آمنا بالله) *) إلى قوله " * (ومن يبتغ غير الإسلام دينا) *) الآية نزلت في اثني عشر رجلا ارتدوا عن الإسلام وخرجوا من المدينة ولحقوا بمكة كفارا منهم: الحرث بن سويد الأنصاري أخو الحلاس بن سويد، وطعمة بن أشرف الأنصاري، ومقيس بن صبابة الليثي، وعبد الله بن أنس بن خطل من بني تميم بن مرة، ووجوج بن الأسلت، وأبو عاصم بن النعمان، فأنزل الله فيهم: " * (ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين) *)) .
* (كيف يهدى الله قوما كفروا بعد إيمانهم وشهدوا أن الرسول حق وجآءهم البينات والله لا يهدى القوم الظالمين * أولائك جزآؤهم أن عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين * خالدين فيها لا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينظرون * إلا الذين تابوا من بعد ذالك وأصلحوا فإن الله غفور رحيم * إن الذين كفروا بعد إيمانهم ثم ازدادوا كفرا لن تقبل توبتهم وأولائك هم الضآلون * إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار فلن يقبل من أحدهم ملء الارض ذهبا ولو افتدى به أولائك لهم عذاب أليم وما لهم من ناصرين * لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون وما تنفقوا من شىء فإن الله به عليم) *
(١٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 ... » »»