تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٣ - الصفحة ٩٦
قال سيبويه: يجيء بعد هاء المذكر واو كما يجيء بعد هاء المؤنث ألف. ومن ضم الهاء فعلى الأصل؛ لأن أصل الهاء الضمة مثل هو، وهما وهم، ومن كسر فقال؛ لأن قبله ياء وإن كان محذوفا فلأن ما قبلها مكسور.
" * (إلا ما دمت عليه قائما) *): قرأ يحيى وثابت و الأعمش وطلحة بكسر الدال، والباقون بالضم.
من ضم فهو من دام يدوم، ومن لغة العالية. ومن كسر فله وجهان، قال بعضهم: هو أيضا من دام يدوم إلا أنه على وزن فعل يفعل، يقول دمت تدوم مثل مت تموت، قاله الأخفش. وليس في الأفعال الثلاثية فعل يفعل بكسر العين في الماضي وضمها في الغابر من الصحيح الآخر فإن فضل يفضل، ونعم ينعم، ومن المعتل مت أموت ودمت أدوم وهما لغة تميم.
قال أكثر العلماء: من كرام يدام فعل يفعل مثل خاف يخاف، وهاب يهاب.
" * (قائما) *): قال ابن عباس: ملحا.
مجاهد: مواظبا. سعيد بن جبير: مرابطا. قتادة: قائما تقتضيه. السدي: قائما على رأسه.
العتيبي: مواظبا بالإقتضاء وأصله إن المطالب للشيء يقوم فيه والتارك له يقعد عنه، ودلالة قوله: أمة قائمة أي: عاملة بأمر الله غير تاركة.
أبو روق: يعترف بما دفعت إليه ما دمت قائما على رأسه، فإن سألته إياه في الوقت حينما تدفعه إليه يرده عليك وإن أنظرته وأخرته أنكر وذهب به وذلك الاستحلال والخيانة.
" * (بأنهم قالوا ليس علينا في الأميين) *): أي في حال العرب. نظيره " * (هو الذي بعث في الاميين رسولا منهم) *) " * (سبيل) *): إثم وحرج دليله قوله: " * (ما على المحسنين من سبيل) *) وذلك؛ إن اليهود قالوا لا حرج علينا في حبس أموال العرب قد أحلها الله لنا؛ لأنهم ليسوا على ديننا، وكانوا يستحلون ظلم من خالفهم في دينهم يقولون لم يجعل الله لهم في كتابنا حرمة.
الكلبي: قالت اليهود إن الأموال كلها كانت لنا فما كانت في أيدي العرب منها فهو لنا وإنما ظلمونا وغصبونا ظلما فلا سبيل علينا في أخذنا إياه منهم.
(٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 ... » »»