تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٣ - الصفحة ١٠٢
" * (أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة) *): يعني الفهم والعلم، وقيل أيضا الأحكام عن الله تعالى، نظير قوله تعالى " * (أولئك الذين آتيناهم الكتاب والحكم والنبوة) *).
" * (ثم يقول للناس) *): نصب على العطف، وروى محبوب عن أبي عمرو: ثم يقول بالرفع على الاستئناف.
" * (كونوا عبادا لي من دون الله) *): قال ابن عباس: هذه لغة مزينة تقول للعبيد عباد.
" * (ولكن كونوا) *): أي ولكن يقول كونوا، فحذف القول.
" * (ربانيين) *): اختلفوا فيه: فقال علي وابن عباس والحسن والضحاك: كونوا فقهاء علماء.
مجاهد: فقهاء وهم دون الأحبار. أبو رزين وقتادة والسدي: حكماء علماء، وهي رواية عطية عن ابن عباس. وروى سعيد بن جبير عنه: فقهاء معلمين.
وقال مرة بن شرحبيل: كان علقمة من الربانيين الذين يعلمون الناس القرآن.
وروى الفضل بن عياض عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير: حكماء أتقياء.
ابن زيد: ولاة الناس، وقادتهم بعضهم متعبدين مخلصين.
عطاء: علماء حكماء نصباء لله في خلقه. أبو عبيد: لم يعرف العرب الربانيين.
أبو (عبيد): سمعت رجلا عالما يقول: الرباني: العالم بالحلال والحرام و الأمر والنهي. العارف بأنباء الأمة وما كان وما يكون.
المؤرخ: كونوا ربانيين تدينون لربكم، كأنه فعلاني من الربوبية.
وقال بعضهم: كان في الأصل ربي، فأدخلت الألف للتضخيم وهو لسان السريانية، ثم أدخلت النون لسكون الألف كما قيل: صنعاني وبحراني وداراني.
المبرد: الربانيون: أرباب العلم واحدها ربان وهو الذي يرث العلم ويربب الناس أي يعلمهم ويصلحهم فيقوم بأمرهم، و الألف والنون للمبالغة. كما قالوا: ريان وعطشان وشبعان وغوثان ونعسان من النعاس ووسنان ثم ضم إليه ياء النسبة كما قيل. وقال الشاعر:
لو كنت مرتهنا في الحق أنزلني منه الحديث ورباني أحباري وقد جمع علي (رضي الله عنه) هذه الأقاويل أجمع فقال: هو الذي يربى علمه بعمله.
وقال محمد بن الحنفية يوم مات ابن عباس: مات رباني هذه الأمة.
(١٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 ... » »»