تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٢ - الصفحة ٩٣
رجعنا إلى أهلنا وأولادنا وأقمنا فيها فأصلحنا ما ضاع منها، فأنزل الله تعالى فينا " * (وانفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة) *).
والتهلكة: الإقامة في الأهل والمال وترك الجهاد.
قال أبو عمران: فما زال أبو أيوب يجاهد في سبيل الله حتى دفن بالقسطنطينية.
وروى أبو الجوزاء عن ابن عباس قال: التهلكة عذاب الله عز وجل يقول: لا تتركوا الجهاد فتعذبوا دليله قوله " * (إلا تنفروا يعذبكم عذابا إليما) *) عن (يزيد) بن أبي أنيسة عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ثلاث من أصل الإيمان: الكف عمن قال لا إله إلا الله لا تكفره بذنب ولا يخرجه من الإسلام بعمل، والجهاد ماض منذ بعثني الله عز وجل إلى أن يقاتل آخر أمتي الدجال (لا يبطله) جور ولا عدل، والإيمان بالاقدار).
أبو صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من مات ولم يغزو ولم يحدث نفسه بالغزو مات على شعبة من النفاق).
وقال أبو هريرة وأبو سفيان: هو الرجل يستقبل بين الصفين فيحمل على القوم وحده.
وقال محمد بن سيرين وعبيد السلماني: الإلقاء في التهلكة هو القنوط من رحمة الله.
قال أبو قلابة: هو الرجل يصيب الذنب فيقول قد هلكت ليست توبة فييأس من رحمة الله وينهمك في المعاصي فنهاهم الله عن ذلك.
قال يمان بن رئاب والمفضل بن سلمة الرجل ألقى بيديه إذا استسلم للهلاك ويئس من النجاة.
عن شعبة عن أبي إسحاق عن (أبيه) في هذا الآية " * (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة) *) قيل له: أهو الرجل يحمل على الكتيبة وهم ألف بالسيف؟
قال: لا ولكنه الرجل يصيب الذنب فيلقي بيديه ويقول لا توبة لي.
هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قال: جاء حبيب بن الحرث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله
(٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 ... » »»