تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٢ - الصفحة ٩٤
إني رجل معراض الذنوب. قال: (فتب إلى الله يا حبيب، قال: يا رسول الله إني أتوب ثم أعود. قال: (فكلما أذنبت فتب) قال: إذا يا رسول الله تكثر ذنوبي.
قال: (عفو الله أكثر من ذنوبك يا حبيب بن الحرث).
فقال فضيل بن عياض: في هذه الآية " * (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة) *) بأساءة الظن بالله وأحسنوا الظن بالله " * (إن الله يحب المحسنين) *) الظن به.
وعن محمد بن إبراهيم الكاتب قال: دخلنا على أبي نؤاس الحسن بن هاني نعوده في مرضه الذي مات فيه ومعنا صالح بن علي الهاشمي فقال له صالح: تب إلى الله يا أبا علي فإنك في أول يوم من أيام الآخرة وآخر يوم من أيام الدنيا وبينك وبين الله هناة، فقال: أسندوني، أياي تخوف بالله، فقد حدثني حماد بن سلمة عن يزيد الرقاشي عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إنما جعلت شفاعتي لأهل الكبائر من (أمتي) أتراني لا أكون منهم).
وحدثنا حماد عن ثابت عن أنس ان النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يخرج رجلان من النار فيعرضان على الله عز وجل ثم يؤمر بهما إلى النار فيلتفت أحدهما فيقول: أي رب ما كان هذا رجائي، قال الله وما كان رجاءك؟ قال: كان رجائي إذا أخرجتني منها لا تعيدني إليها، فيرحمه الله عز وجل فيدخله الجنة).
" * (وأتموا الحج والعمرة لله) *).
قرأ ابن أبي إسحاق: (الحج) بكسر الحاء في جميع القرآن وهي لغة تميم وقيس بن غيلان.
وذكر عن طلحة بن مصرف: بالكسر هاهنا، وفي سورة آل عمران، وبالفتح في سائر القرآن.
وقرأ أبو جعفر والأعمش وحمزة والكسائي وعاصم، برواية حفص: بالكسر في آل عمران وبالفتح في سائر القرآن.
وقرأ الباقون: بالفتح كل القرآن وهي لغة أهل الحجاز. قال الكسائي: هما لغتان ليس بينهما في المعنى شيء مثل رطل ورطل (......) بنصب وكسر.
وقال أبو معاذ: (الحج) بالفتح مصدر والحج بالكسر الاسم مثل قسم وقسم وشرب
(٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 ... » »»