تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٢ - الصفحة ٩١
حتى إذا ألقت يدا في كافر وأجن عورات الثغور ظلامها أي بدأت في المغيب.
قال المبرد: " * (ولا تلقوا بأيديكم) *) أراد أنفسكم فعبر بالبعض عن الكل كقوله تعالى " * (ذلك بما قدمت يداك) *) * * (وبما كسبت أيديكم) *) والباء في قوله بأيدكم زائدة كقوله " * (تنبت بالدهن) *) قال الشاعر:
ولقد ملأت على نصيب جلده مساءة إن الصديق يعاتب يريد ملأت جلده مساءة.
قالوا: والعرب لا تقول للإنسان ألقى بيده إلا في الشر.
واختلف العلماء في تأويل هذه الآية.
فقال بعضهم: هذا في البخل وترك النفقة، يقول: وانفقوا في سبيل الله ولا تمسكوا الإنفاق في سبيل الله فان الامساك عند الانفاق في سبيل الله هو الهلاك وهو قول حذيفة والحسن وقتادة وعكرمة والضحاك وابن كيسان.
قال ابن عباس: في هذه الآية: إنفق في سبيل الله وإن لم تكن لك إلا سهم أو مشقص ولا يقولن أحدكم إني لا أجد شيئا.
وقال السدي: فبما أنفق في سبيل الله ولو بمثقالا. " * (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة) *) لا تقل ليس عندي شيء.
مجاهد: لا نمنعكم نفقة في حق خيفة العيلة.
الحسن: إنهم كانوا يسافرون ويغزون ولا ينفقون من أموالهم، فأنزل الله تعالى هذه الآية.
الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أمر الناس بالجهاز إلى الحج، وقيل: إلى العمرة عام الحديبية، وكان إذا أراد سفر نادى مناديه بذلك فيعلمهم فيعدو أهبة السفر، فلما أمرهم بالتجهيز قام إليه ناس من اعراب حاضري المدينة فقالوا: يا رسول الله بماذا نتجهز فوالله لا من زاد ولا مال نتجهز به ولا يطعمنا أحد، فأنزل الله تعالى هذه الآية.
وقال سعيد بن المسيب ومقاتل بن حيان: لما أمر الله بالأنفاق قال رجال: أمرنا بالنفقة
(٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 ... » »»