تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٢ - الصفحة ٢٧٣
العاص: (نعما بالمال الصالح للرجل الصالح) هكذا روي في الحديث.
وقرأ ابن عامر ويحيى بن ثابت والأعمش وحمزة والكسائي وخلف بفتح النون والعين فيهما.
وقرأ طلحة وابن كثير ويعقوب وأيوب بكسر النون والعين واختاره أبو حاتم، وهي لغات صحيحة، ونعم ونعم لغتان جيدتان، ومن كسر النون والعين اتبع الكسرة الكسرة لئلا يلتقي ساكنان: سكون العين وسكون الادغام.
" * (وإن تخفوها) *) تسروها " * (وتؤتوها) *) تعطوها " * (الفقراء) *) في السر " * (فهو خير لكم) *) وأفضل، وكل مقبول إذا كانت النية صادقة ولكن صدقة السر أفضل.
وفي الحديث: (صدقة السر تطفي غضب الرب وتطفي الخطيئة كما يطفئ الماء النار، وتدفع سبعين بابا من البلاء). حفص بن عاصم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: الإمام العدل، وشاب نشأ في عبادة الله عز وجل، ورجل قلبه معلق بالمساجد، ورجلان تحابا في الله فاجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال إلى نفسها فقال: إني أخاف الله تعالى، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لم تعلم يمينه ما ينفق شماله، ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه).
" * (ويكفر عنكم) *) شهر بن حوشب عن ابن عباس أنه قرأ ويكفر بالياء والرفع على معنى يكفر الله. وقرأ ابن كثير وعاصم وأبو عمرو ويعقوب: بالنون ورفع الراء على الاستئناف، أي نحن نكفر على التعظيم. وقرأ أبو جعفر وشيبة ونافع والأعمش وحمزة والكسائي وأيوب وأبو حاتم: بالنون والجزم معا على الفاء التي في قوله " * (فهو خير لكم) *) لأن موضعها جزم الجزاء.
" * (من سيئاتكم) *) أدخل " * (من) *) للتبعيض، وعلته: المشيئة ليكون العباد فيها على وجل ولا يتكوا. وقال نحاة البصرة: معناه: الاسقاط، تقديره: ونكفر عنكم سيئاتكم.
" * (والله بما تعملون خبير) *) وقال أهل هذه المعاني: هذه الآية في صدقة التطوع لإجماع العلماء ان الزكاة المفروضة أعلانها أفضل كالصلاة المكتوبة. فالجماعة أفضل من أفرادها وكذلك سائر الفرائض لمعنيين: أحدهما ليقتدي به الناس. والثاني إزالة التهمة لئلا يسيء الناس به الظن ولا رياء في الغرض، فأما النوافل والفضائل فإخفاؤها أفضل لبعدها من الرياء والآفات، يدل عليه ما روى عمار الذهبي عن أبي جعفر أنه قال في قوله " * (ان تبدوا الصدقات
(٢٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 268 269 270 271 272 273 274 275 276 277 278 ... » »»