تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٢ - الصفحة ٢٧٠
شركائه في الجيد فأما إذا كان المال كله ردئا فلا بأس باعطاء الردي لأن الواجب فيه ذلك إلا أن تتطوع.
" * (واعلموا إن الله غني) *) عن نفقاتكم وصدقاتكم " * (حميد) *) محمود في أفعاله.
وعن معبد بن منقذ ان أبا شريح الكعبي صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا رأيتموني أتصدق شر ما عندي فاكووني واعلموا إني مجنون.
2 (* (الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشآء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا والله واسع عليم * يؤتى الحكمة من يشآء ومن يؤت الحكمة فقد أوتى خيرا كثيرا وما يذكر إلا أولوا الألباب * ومآ أنفقتم من نفقة أو نذرتم من نذر فإن الله يعلمه وما للظالمين من أنصار * إن تبدوا الصدقات فنعما هى وإن تخفوها وتؤتوها الفقرآء فهو خير لكم ويكفر عنكم من سيئاتكم والله بما تعملون خبير) *) 2 " * (الشيطان يعدكم الفقر) *) أي بالفقر فحذف الباء كقول الشاعر:
أمرتك الخير فافعل ما أمرت به فقد تركتك ذا مال وذا نسب ويقال: وعدته خيرا ووعدته شرا، قال الله تعالى في الخير: " * (وعدكم الله مغانم كثيرة تأخذونها) *) وفي الشر: " * (النار وعدها الله الذين كفروا) *) فإذا لم يذكر الخير والشر قلت في الخير: وعدته، وفي الشر: أوعدته وأنشد أبو عمرو:
وإني وإن أوعدته أو وعدته لمخلف أيعادي ومنجز موعدي والفقر: سوء الحال وقلة اليد، وفيه لغتان: الفقر والفقر كالضعف والضعف.
وأصله من كسر الفقار، يقال: رجل فقار وفقير، أي مكسور فقار الظهر. قال الشاعر:
وإذا تلسنني ألسنتها إنني لست بموهون فقر ومعنى الآية: إن الشيطان يخوفكم بالفقر ويقول للرجل أمسك مالك فإن تصدقت افتقرت. " * (ويأمركم بالفحشاء) *) أي البخل ومنع الزكاة.
وزعم مقاتل (بن حيان) أن كل فحشاء في القرآن فهو الزنا إلا في هذه الآية.
(٢٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 265 266 267 268 269 270 271 272 273 274 275 ... » »»