تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٢ - الصفحة ٢٧٤
فنعما هي) *) قال: يعني الزكاة المفروضة، " * (وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم) *) يعني التطوع.
وعن معد بن سويد الكلبي يرفعه: إن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن الجهر بالقراءة والإخفاء بها فقال: (هي بمنزلة الصدقة " * (نعما هي وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم) *)). كثير بن مرة عن عقبة بن عامر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (المسر بالقرآن كالمسر بالصدقة والجاهر بالقرآن كالجاهر بالصدقة).
وروى علي بن طلحة عن ابن عباس في هذه قال: جعل الله عز وجل صدقة التطوع في السر تفضل علانيتها بسبعين ضعفا، وصدقة الفريضة تفضل علانيتها بخمسة وعشرين ضعفا، وكذلك جميع الفرائض والنوافل.
(* (ليس عليك هداهم ولاكن الله يهدى من يشآء وما تنفقوا من خير فلانفسكم وما تنفقون إلا ابتغآء وجه الله وما تنفقوا من خير يوف إليكم وأنتم لا تظلمون * للفقرآء الذين أحصروا فى سبيل الله لا يستطيعون ضربا فى الارض يحسبهم الجاهل أغنيآء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسئلون الناس إلحافا وما تنفقوا من خير فإن الله به عليم) *) 2 " * (ليس عليكم هداهم) *) قال الكلبي: اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرة القضاء وكانت معه في تلك العمرة أسماء بنت أبي بكر، فجاءتها أمها قتيلة وجدتها تسألانها وهما مشركتان، فقالت: لا أعطيكما شيئا حتى أستأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنكما لستما على ديني، فاستأمرته في ذلك فأنزل الله تعالى هذه الآية، فأمرها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد نزول هذه الآية أن تتصدق عليهما فأعطتهما ووصلتهما.
قال الكلبي: ولها وجه آخر وذلك إن ناسا من المسلمين كانت لهم رضاع في اليهود وكانوا ينفقونهم قبل أن يسلموا فلما أسلموا كرهوا أن ينفقونهم وأرادوهم أن يسلموا، فأستأمروا رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزلت هذه الآية فأعطوهم بعد نزولها.
وقال سعيد بن جبير: كانوا يتصدقون على فقراء أهل الذمة، فلما كثر فقراء المسلمين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا تتصدقوا إلا على أهل دينكم). فأنزل الله: " * (ليس عليك هداهم) *) فتمنعهم الصدقة ليدخلوا في الإسلام حاجة منهم إليها
(٢٧٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 269 270 271 272 273 274 275 276 277 278 279 ... » »»