تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٢ - الصفحة ١٦٠
الفراء: مثل قولك: أتيت الأرض من مأتاه أي من الوجه الذي يؤتى منه.
الواقدي معناه " * (من حيث أمركم) *) وهو الفرج، نظيره في سورة الملائكة والأحقاف " * (أروني ماذا خلقوا من الأرض) *) أي في الأرض، وقوله " * (إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة) *) أي في يوم الجمعة.
" * (إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين) *) قال مجاهد عن ابن رزين والكلبي " * (إن الله يحب التوابين) *) من الذنوب " * (والمتطهرين) *) من أدبار النساء أن لا يأتوها.
وقال: من أتى المرأة في دبرها فليس من المتطهرين، فإن دبر المرأة مثله من الرجل.
مقاتل بن حيان " * (التوابين) *) من الذنوب " * (والمتطهرين) *) من الشرك والجهل.
كنت عند أبي العالية يوما فتوضأ وضوءا حسنا فقلت " * (إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين) *) فقال: الطهور من الماء حسن ولكنهم المتطهرون من الذنوب.
سعيد بن جبير " * (التوابين) *) من الشرك " * (والمتطهرين) *) من الذنوب.
وعن أبي العالية أيضا " * (التوابين) *) من الكفر " * (والمتطهرين) *) بالايمان.
ابن جريج عن مجاهد " * (التوابين) *) من الذنوب لا يعودون لها " * (والمتطهرين) *) هنا لم يصبوها.
قال الثعلبي: وسمعت أبا القاسم بن محمد بن حبيب يقول: سألت أبا الحسن علي بن عبد الرحيم القناد عن هذه الآية قال: " * (إن الله يحب التوابين) *) من الكبائر " * (والمتطهرين) *) من الصغائر. " * (التوابين) *) من الأفعال " * (والمتطهرين) *) من الأقوال.
التوابين من الأقوال والأفعال والمتطهرين من العقود والإضمار. التوابين من الآثام والمتطهرين من الاجرام. التوابين من الجرائر، والمتطهرين من خبث السرائر. التوابين من الذنوب والمتطهرين من العيوب.
والتواب الذي كلما أذنب تاب، نظيره قوله " * (إنه كان للأوابين غفورا) *).
محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مر رجل ممن كان قبلكم في بني إسرائيل بجمجمة فنظر إليها فقال: أي رب أنت أنت، وأنا أنا، أنت العواد بالمغفرة، وأنا العواد بالذنوب، ثم خر ساجدا فقيل له: ارفع رأسك فأنا العواد بالمغفرة، وأنت العواد بالذنوب فرفع رأسه فغفر له).
(١٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 ... » »»