تفسير السلمي - السلمي - ج ١ - الصفحة ٣٩٨
قوله تعالى: * (قل لو أنتم تملكون خزائن رحمة ربي إذا لأمسكتم خشية الإنفاق) * [الآية: 100].
قال حمدون: أخبرنا الله تعالى عن حقيقة طبائع الخلق فقال: لو ملكتم ما أملكه من فنون الرحمة وخزائن الخير لغلب عليكم سوء طبائعكم في الشح والبخل وقال أبو حفص: ابن آدم محمول على الشح، والبخل والبذل والجود منه خلاف طبعه ومجبول على المخالفة والموافقة منه، خلاف سجنته ألا ترى الله يقول: * (قل لو أنتم تملكون خزائن رحمة ربي إذا لأمسكتم خشية الإنفاق) *.
قوله تعالى: * (ولقد آتينا موسى تسع آيات بينات) * [الآية: 101] قال جعفر: من الآيات التي خصه الله بها الاصطناع والمحبة ألقاها عليه والكلام والثبات في محل الخطاب، والحفظ في اليم واليد البيضاء وإعطاء الألواح.
وقال ابن عطاء: من الآيات حمل قوة الخطاب في المشاهدة، والمراجعة في طلب الروية وهذه من أعظم الآيات.
قوله تعالى: * (وبالحق أنزلناه وبالحق نزل) * [الآية: 105].
قال جعفر: الحق أنزل على قلوب خواصه من مكنون فوائده، وعجائب بره، ولطائف صنعه ما نور به أسرارهم، وطهر به قلوبهم، وزين جوارحهم وبالحق نزل عليهم هذه اللطائف.
وقوله تعالى: * (وما أرسلناك إلا مبشرا ونذيرا) * [الآية: 105].
قال ابن عطاء: مبشرا لمن أعرض عنك، نذيرا لمن أقبل عليك يبشرهم لسعة رحمة الله عليهم ليقبلوا عليه وينذرهم سخط ربهم لئلا يتكلوا على أعمالهم.
وقال أبو بكر بن طاهر: يبشرهم برحمتنا وينذرهم بسخطنا.
قوله تعالى: * (إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان) * [الآية: 107].
قال سهل رحمه الله: لا يؤثر شيء على اليسر ما يؤثر عليه سماع القرآن فإن العبد إذا سمع القرآن خشع سره لسماعه، وأنار قلبه بالبراهين الصادقة، وزين جوارحه
(٣٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 393 394 395 396 397 398 399 400 401 402 403 ... » »»