تفسير السلمي - السلمي - ج ١ - الصفحة ٤٠٠
ذكر ما قيل في سورة الكهف بسم الله الرحمن الرحيم قوله تعالى: * (الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب) * [الآية: 1].
سمعت منصور بن عبد الله يقول: سمعت أبا القاسم البزار يقول: سمعت ابن عطاء يقول في قوله: * (الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب) *، قال: أضاف الكل بالكلية إلى نفسه، وقال: على عبده المخلص وحقيقة العبد الذي لا ملك له.
وقيل: العبد الذي لا يرى غير سيده.
وقيل: العبد الذي لا ينازع سيده شيئا.
وقيل العبد الذي لا يهتم بشيء ولا يسكن إلى شيء، ولا يأمن من شيء.
قال أبو حفص: العبد القائم إلى أوامر سيده على حد النشاط حديث جعله محل أمره.
وقال أبو عثمان: العبد الذي لا يملك شيئا ولا يرعى لنفسه شيئا.
وقال الجريري: حقيقة العبد هو المتخلق بأخلاق سيده.
وقال ابن عطاء: الكتاب منشور ظاهر فيه أسرار باطنه.
قوله تعالى: * (الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا حسنا) * [الآية: 2].
قال بعضهم: العمل الصالح ما أريد به وجه الله لا غير، والأجر الحسن أن لا تحجب عن لقاء سيده.
وقال بعضهم: من ربط عمله بالإخلاص صلح عمله، ومن صلح فله عند الله أجر حسن وهو أن يكون ثوابه عليه ما لا عين رأت وهو لقاء الحق، ولا أذن سمعت وهو كلام الحق، ولا خطر على قلب بشر وهو الرضا. قال الله تعالى: * (رضي الله عنهم ورضوا عنه) * [المائدة: 119، المجادلة: 22، البينة: 8].
قوله تعالى: * (كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا) * [الآية: 5].
قال ابن عطاء: الكبر الدعاوي، من ادعى في الله أو أشار إلى الله، أو تكلم عن الله
(٤٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 395 396 397 398 399 400 401 402 403 404 405 ... » »»