أيهم أحسن عملا) * قال: أيهم أشد لها تركا.
قوله تعالى: * (وإنا لجاعلون ما عليها صعيدا جرزا) * [الآية: 8].
قال الواسطي رحمه الله: الكون في قبضة الحق وهو هباء في جنب القدرة، وقال الله: * (وإنا لجاعلون ما عليها صعيدا جرزا) *.
قوله تعالى: * (أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا) * [الآية: 9].
قال الحسين: أصحاب الكهف في ظل المعرفة الأصلية لا يزايلهم بحال كذلك خفي على الخلق آثارهم.
وقال ابن عطاء في قوله: * (من آياتنا عجبا) * سلبهم عنهم وأخذهم منهم، وحال بينهم وبين الأغيار وألجأهم إلى غار الأنس وآواهم وأمنهم ثم أفناهم عنهم وغيبهم منهم، ومن إرادتهم ومعانيهم فتاهوا في الحضرة والعين لذلك قال: * (أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا) *.
قال الجنيد رحمه الله في قوله: * (كانوا من آياتنا عجبا) * قال: لا تعجب منهم فشأنك أعظم من شأنهم وأعظم حيث أسرى بك في ليلة من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى وبلغ بك سدرة المنتهى وكنت في القرب كقاب قوسين أو أدنى ثم ردت عند انقضاء الليلة إلى مضجعك.
وقيل بعضهم: أصحاب الكهف كالنيام لا علم لهم بوقت، ولا زمان، ولا معرفة بعمل ولا مكان إحياء موتى صراعى. مفيقون، نيام منتبهون لا إليهم سبيل ولا لهم إلى غيرهم طريق وردت عليهم خلع من خلع الهيبة، وأظلتهم ستور التعظيم وأحدقت بهم حجب العظمة واستناروا بنور العزيز الكريم، كذلك قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: * (لو اطلعت عليهم لوليت منهم فرارا) *.
قوله تعالى: * (فضربنا على آذانهم في الكهف سنين عددا) * [الآية: 11].
قيل: أخذنا عنهم أسماعهم حتى لا يسمعوا إلا منا، وأخذنا عنهم أبصارهم فلا ينظرون إلا إلينا، حتى لا يكون لهم إلى الغير الآفات ولا للغير فيهم نصيب بحال.
قال ابن عطاء: أخرجنا منهم صفة البشرية. وأقمناهم بصفات القدوسية، قدسنا