تفسير السلمي - السلمي - ج ١ - الصفحة ٤٠٣
ظواهرهم، وبواطنهم وجعلناهم أسرى في القبضة ثم رددناهم إلى هياكلهم وصفاتهم بقوله: * (ثم بعثناهم) *.
وقال أيضا: إن الفائدة في الضرب على الآذان وليس للأذنان في النوم شيء إنه ضرب على آذانهم حتى لا يسمعوا الأصوات فينتبهون ويكونوا من الخلق كلهم في راحة.
قوله تعالى: * (نحن نقص عليك نبأهم بالحق إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى) * [الآية: 13].
سمعت منصور بن عبد الله يقول: سمعت أبا القاسم يقول: قال ابن عطاء. زدناهم هدى أي زدناهم نورا ومن يعرف قدر زيادة الله لذلك كانت الشمس تزاور عن كهفهم خوفا من نورهم على نورها أن يطمسه.
وقال أيضا: نحن نقص عليك نبأهم بالحق لننظر إليهم بعين المشاهدة.
وقال سهل: زدناهم هدى. قال: بصيرة في الإيمان.
وقال: سماهم الله فتية لأنهم آمنوا بالله بلا وساطة وقاموا إلى الله بإسقاط العلائق عنهم.
وقال أبو بكر الوراق: أول قدم في الإيمان. الفتوة وهو أن لا يجري عليك التلوين لما يرد.
وقال محمد بن علي الترمذي: الفتوة تصديق اللسان فيما وعد وأوعد، وهو الإيمان على الحقيقة أن لا يخالف ظاهرك وباطنك، ولا باطنك ظاهرك.
وسئل أبو حفص: ما الفتوة؟ قال: أن تنظر إلى الخلق كلهم بعين الأولياء، ولا تستفتح منهم إلا ما خالف الشرع، ولا تلوم أحدا على ذنب ويجعل له في ذلك عذرا.
وقال بعضهم: الفتوة أن لا تبالي إلى من أخرجت رفقك بعد أن قبله منك.
وقال أبو عثمان: الفتوة اتباع الشرع والاقتداء بالسنن، وسعة الصدر، وحسن الخلق.
(٤٠٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 398 399 400 401 402 403 404 405 406 407 408 ... » »»