تفسير السلمي - السلمي - ج ١ - الصفحة ٣٩٧
بين الروح والجسد ' أي لم يكن روحا ولا جسدا.
وقيل: معرفة الأشباح عقوله بها زمن عظيم ما ورد عليها والأرواح لا تهواها شيء ولا يستعظم كونا ولا تكوننا لأنها مأخوذة بشاهد الحق بجحد كل وارد يرد عليها من المستترات.
وقيل: الأرواح معتقة من رق الكون أظهر فيها من خفايا المخبات المصونات والمكونات بأعجب أعجوبة وسلم عليها كفاحا وكانوا سالمين في أزليته منه في إظهار ديموميته سالمين منه في أخرياته استحقوا اسم السلام بذلك.
قال بعضهم: نور بالأرواح الأجساد ورفق بها وزينها بنعيم مشاهدة الأرواح وملاقاتها. ومباشرتها على حسن الأدب فإذا حجب الروح عن ملاقاة الجسد أساءت الجوارح في أوقاتها الأدب.
وقال أبو سعيد القرشي: الروح روحان: روح الممات، وروح الحياة فإذا اجتمعا عقل الجسم فروح الممات الذي إذا خرج من الجسد يصير الحي ميتا، وروح الحياة ما به مجاري الأنفاس وقوة الأكل والشرب وغيرها.
وقال الواسطي رحمه الله: الأرواح في ثلاثة أشياء: أرواح الأجلة الأنبياء غذاها بلطائف خطابها تجدهم يسامون من كل ما يفتخر به الخلق من أنواع الطاعات أو التزين بالعبودية وأرواح الصديقين والصالحين عذابها بملاحظاته تزداد على الأوقات نورا وتبصرة، وأرواح العامة تأخذ غذاء من كل مأكول ومشروب.
وقال بعض البغداديين: الروح عبادة، والقائم بالأشياء الحق لا غير، فسئل عن غيره القائم بالأشياء.
قال: قامت الأشياء بتوليه وحفظه.
وأنشد بعضهم:
(تراعى الروح مطلعها فتعلو * عن الأبراج تسري كالنجوم * كذلك قالوا: محادثات الحق للسرائر تطغى كدورات الأشباح.
(٣٩٧)
مفاتيح البحث: الموت (2)، الأكل (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 392 393 394 395 396 397 398 399 400 401 402 ... » »»