والسخاء، ولا قائما ببعض المنع والإمساك، وأن يكون قائما في جميع الأحوال.
وقال بعضهم: لا تبخل بما ليس لك، ولا تمن بالعطاء فإن الملك لنا على الحقيقة وأنت القاسم تقسم فيهم حقوقهم.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: ' فإن الله يعطي وأنا القاسم أقسم) *.
قوله تعالى: * (إن ربك يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر) * [الآية: 30].
قال ابن عطاء رحمه الله: ولك بهذه الآية على التوكل والثقة فإن الله يبسط الرزق لمن يشاء فاسكن أنت من اضطرابك ودع جبلتك واسأل: من بيده البسط أن يوسع عليك الرزق.
قوله تعالى: * (وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولا) * [الآية: 34].
قال حمدون القصار: من ضيع عهود الله عنده فهو للآداب شريعته أضيع، لأن الله تعالى يقول * (وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولا) *.
وقال يحيى بن معاذ: لربك عليك عهود ظاهرا وباطنا، فعهد على الأسرار أن لا يشاهد سواه وعهد على الروح أن لا يفارق مقام القربة.
وعهد على القلب أن لا يفارق الخوف، وعهد على النفس في آداء الفرائض، وعهد على الجوارح في ملازمة الأدب وترك ركوب المخالفات. والله يقول: * (إن العهد كان مسؤولا) *.
قوله تعالى: * (وأوفوا الكيل إذا كلتم وزنوا بالقسطاس المستقيم) * [الآية: 35].
قال بعضهم: أوفوا الكيل فإن وزنك موزون وكيلك مكيل، أو وفيت وفى لك وإن نقصت نقص عليك.
قوله تعالى: * (ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا) * [الآية: 36].
سئل أبو عثمان عن هذه الآية قال: أعطاك الله اللسان فلا تشغله إلا بالذكر، وأعطاك العين فلا تشغلها إلا معتبرا، وأعطاك السمع فلا تسمع بها إلا حقا وصوابا،