تعجيل الإجابة، ولا تسل سواك الخصومة.
قال بعضهم: الإستقامة في الدعاء هو رؤية الإجابة مكرا واستدراجا، ورؤية تأخير الإجابة طردا وبعدا.
وقيل: أجيبت دعوتكما فاستقيما على دعائكما إلى أن يظهر لكما الإجابة.
وقيل: أجيبت دعوتكما فاستقيما على منهاج الصدق.
قوله تعالى: * (فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك) * [الآية: 94].
قال ابن عطاء: مما فضلناك به وشرفناك، فسل الذين يقرءون الكتاب من قبلك وهم الأعداء، كيف وجدوا وصفك في كتبهم وكيف رأوا فيها نشر فضائلك، يدل عليه قوله حين أنزلت عليه هذه الآية: ' لا أشك لا أشك '.
قوله تعالى: * (إن الذين حقت عليهم كلمت ربك لا يؤمنون * ولو جاءتهم كل آية حتى يروا العذاب الأليم) * [الآية: 96 - 97].
قال الواسطي: من لم يلحقه نور الأزل؛ لا يتبين عليه صفات الوقت، فإن صفات الوقت نتائج أنوار الأزل قال الله تعالى: * (إن الذين حقت عليهم كلمت ربك لا يؤمنون * ولو جاءتهم كل آية) *.
قوله تعالى: * (وما كان لنفس أن تؤمن إلا بإذن الله) * [الآية: 100].
قال بعضهم: إذا صح له الإيمان، لا يصح إلا أن يأذن الله له بذلك في إزالة وحرية القضاء السابق له بالإيمان على أحد إلا سعادة سابقة في الأزل ونور متقدم.
قوله تعالى: * (ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا) * [الآية: 99].
قال الواسطي: رفع المدح والذم فلا معذور ولا غير معذور ولا شقاء ولا سعادة، إنما هي إرادة أمضاها ومشيئة أنفذها وقيس آمنوا بإذن الله المتولى لإظهار الكونين، لا شريك له فلا يستغفرون ولا يفتخرون.
قوله تعالى: * (وما تغني الآيات والنذر عن قوم لا يؤمنون) * [الآية: 101].
قال بعضهم: لا تصل العقول الخالية عن التوفيق إلى سبيل النجاة، وما يغنى ضياء العقل مع ظلمة الخذلان إنما تنفع أنوار العقل من كان مؤيدا بأنوار التوفيق وعناية الأزل، وإلا فإنه متخبط في هلاكه بعقله.