تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ٣ - الصفحة ٢٥٨
أخرجناهم من النعيم * (ونعمة كانوا فيها فاكهين) * يعني معجبين وقال أهل اللغة النعمة بكسر النون في المنة واليد الصالحة والنعمة بالضم هي المسرة والنعمة بالنصب هي السعة في العيش ثم قال * (كذلك) * يعني هكذا أخرجناهم من السعة والنعمة * (وأورثناها قوما آخرين) * يعني جعلناها ميراثا لبني إسرائيل قوله تعالى * (فما بكت عليهم السماء والأرض) * قال بعضهم هذا على سبيل المثل والعرب إذا أرادت تعظيم ملك عظيم الشأن عظيم العطية تقول كسف القمر لفقده وبكت الريح والسماء والأرض وقد ذكروا ذلك في أشعارهم فأخبر الله تعالى أن فرعون لم يكن ممن يجزع له جازع ولم يوجد له فقد وقال بعضهم * (فما بكت عليهم السماء والأرض) * يعني أهل السماء وأهل الأرض فأقام السماء والأرض مقام أهلها كما قال " وسئل القرية " [يوسف 82] وقال بعضهم يعني بكت السماء بعينها وبكت الأرض وقال ابن عباس لكل مؤمن باب في السماء يصعد فيه عمله وينزل منه رزقه فإذا مات بكى عليه بابه في السماء وبكت عليه آثاره في الأرض وذكر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أنه سئل أتبكي السماء والأرض على أحد قال نعم إذا مات المؤمن بكت عليه معادنه من الأرض التي كان يذكر الله تعالى فيها ويصلي وبكى عليه بابه الذي كان يرفع فيه عمله فأخبر الله تعالى أن قوم فرعون لم تبك عليهم السماء والأرض * (وما كانوا منظرين) * يعني مؤجلين سورة الدخان 30 - 37 قوله عز وجل * (ولقد نجينا بني إسرائيل من العذاب المهين) * يعني من العذاب الشديد ويقال * (المهين) * يعني الهوان وهو قتل الأبناء واستخدام البنات * (من فرعون) * يعني من عذاب فرعون * (إنه كان عاليا من المسرفين) * يعني كان عاصيا عاتيا مستكبرا متعظما " وكان من المسرفين " يعني من المشركين * (ولقد اخترناهم) * يعني اصطفينا بني إسرائيل * (على علم) * يعني على علم من الله تعالى أنهم أهل لذلك ويقال * (على علم) * الله فيهم من صبرهم * (على العالمين) * يعني على عالمي زمانهم * (وآتيناهم من الآيات) * يعني
(٢٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 253 254 255 256 257 258 259 260 261 262 263 ... » »»