تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ٣ - الصفحة ٢٦٠
ثم وصف ذلك اليوم فقال * (يوم لا يغني مولى عن مولى شيئا) * يعني لا يدفع مولى عن ولي ولا قريب عن قريب شيئا في الشفاعة * (ولا هم ينصرون) * يعني لا يمنعون مما نزل بهم من العذاب يعني الكافرين ثم وصف المؤمنين فإنه يشفع بعضهم لبعض فقال * (إلا من رحم الله إنه هو العزيز) * في نعمته للكافرين * (الرحيم) * بالمؤمنين سورة الدخان 43 - 50 قوله تعالى * (إن شجرة الزقوم طعام الأثيم) * يعني الفاجر وهو الوليد وأبو جهل ومن كان مثل حالهما * (كالمهل يغلي في البطون) * يعني كالصفر المذاب قرأ ابن كثير وعاصم في رواية حفص * (كالمهل يغلي) * بالياء بلفظ التذكير والباقون بلفظ التأنيث فمن قرأ بلفظ التذكير رده إلى المهل ومن قرأ بلفظ التأنيث رده إلى الشجرة * (كغلي الحميم) * يعني الماء الحار الذي قد انتهى حره ثم قال للزبانية * (خذوه فاعتلوه إلى سواء الجحيم) * يعني فسوقوه وادفعوه إلى وسط الجحيم قرأ ابن كثير ونافع وابن عامر * (فاعتلوه) * بضم التاء والباقون بالكسر وهما لغتان معناهما واحد يعني امضوا به بالعنف والشدة وقال مقاتل يعني ادفعوه على وجهه وقال القتبي خذوه بالعنف * (ثم صبوا فوق رأسه من عذاب الحميم) * ويقال له * (ذق إنك أنت العزيز الكريم) * وذلك أن أبا جهل قال أنا في الدنيا أعز أهل هذا الوادي وأكرمه فيقال له في الآخرة * (ذق إنك أنت العزيز الكريم) * يعني المتعزز المتكرم كما قلت في الدنيا قوله عز وجل * (إن هذا ما كنتم به تمترون) * يعني تشكون في الدنيا قرأ الكسائي * (ذق إنك) * بنصب الألف والباقون بالكسر فمن قرأ بالنصب فمعناه ذق يا أبا جهل لأنك قلت أنك أعز أهل هذا الوادي فقال الله تعالى * (ذق إنك أنت) * القائل أنا * (العزيز الكريم) * [الدخان 49] ومن قرأ بالكسر فهو على الاستئناف سورة الدخان 51 - 59
(٢٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 255 256 257 258 259 260 261 262 263 264 265 ... » »»