تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ٣ - الصفحة ٢٥٣
سورة الزخرف 85 ثم نزه نفسه فقال * (سبحان رب السماوات والأرض رب العرش عما يصفون) * يعني عما يقولون إن لله ولدا * (فذرهم) * يعني كفار مكة حين كذبوا بالعذاب * (يخوضوا ويلعبوا) * في أباطيلهم ويستهزئوا * (حتى يلاقوا) * يعني حتى يعاينوا * (يومهم الذي يوعدون) * وهو يوم القيامة قوله تعالى * (وهو الذي في السماء إله) * يعبد * (وفي الأرض إله) * يعبد ويقال يوحد في السماء ويوحد في الأرض * (وهو الحكيم) * في أمره * (العليم) * بخلقه وبمقالتهم ثم عظم نفسه فقال تعالى * (وتبارك الذي) * يعني تعالى عما وصفوه الذي * (له ملك السماوات) * يعني خزائن السماوات المطر * (والأرض) * النبات * (وما بينهما) * من الخلق ويقال الذي له نفاذ الأمر في السماوات والأرض وما بينهما * (وعنده علم الساعة) * يعني علم قيام الساعة * (وإليه ترجعون) * قرأ أبو عمرو ونافع وعاصم (ترجعون) بالتاء على معنى المخاطبة وقرأ الباقون بالياء على معنى الخبر عنهم سورة الزخرف 86 - 89 قوله تعالى * (ولا يملك الذين يدعون) * يعني لا يقدر الذين يعبدون * (من دونه الشفاعة إلا من شهد بالحق) * يعني بلا إله إلا الله مخلصا * (وهم يعلمون) * أنه الحق حين شهدوا بها من قبل أنفسهم وأنهم يشفعون لهؤلاء قوله تعالى * (ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله) * يعني كفار قريش * (فأنى يؤفكون) * يعني أنى يصرفون بعد التصديق ثم قال * (وقيله يا رب) * يعني قال النبي صلى الله عليه وسلم * (وقيله) * بمعنى وقوله قرأ عاصم وحمزة * (قيله) * بكسر اللام والباقون بالنصب وقرئ في الشاذ (وقيله) بضم اللام فمن قرأ بالنصب فنصبه من وجهين أحدهما على العطف على قوله * (أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم) * [الزخرف 80] (وقيله) ومعنى آخر وعنده علم الساعة ويعلم * (قيله) * يعني علم الغيب ويعلم قوله ومن قرأ بالكسر معناه وعنده علم الساعة وعلم قيله يا رب ومن قرأ بالرفع فمعناه وقيله قول يا رب * (إن هؤلاء قوم لا يؤمنون) * يعني لا يصدقون * (فاصفح عنهم) * يعني أعرض عنهم وهذا قبل أن يؤمر بالقتال * (وقل سلام) * يعني سدادا من القول * (فسوف يعلمون) * وهذا وعيد منه قرأ نافع وابن عامر (فسوف تعلمون) بالتاء على معنى المخاطبة لهم والباقون بالياء على معنى الخبر عنهم والله أعلم
(٢٥٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 248 249 250 251 252 253 254 255 256 257 258 ... » »»